اعترضت طائرات حربية بريطانية طائرة مدنية متوجهة من بالتيمور الى مطار هيثرو اللندني كاجراء وقائي، وذلك بعدما تسببت محادثة بين راكبين الى اطلاق تحذير للسلطات. في غضون ذلك اعلن محامي ريشارد ريد المتهم بمحاولة تفجير طائرة متوجهة من باريس الى ميامي في كانون الاول ديسمبر الماضي عبر متفجرات في حذائه، انه سيعترف بالتهم الثماني الموجهة اليه لتخفيف العقوبة، ولكنه لم يعلن اذا كان يتعاون مع السلطات الاميركية وهو ما يفرضه القانون في هذه الحالات. ومن جهة اخرى أعلنت تايلاند أنها ستوقع اتفاقاً مع استراليا لتنسيق جهودهما في مكافحة الارهاب في اطار شبكة اتصالات لتعقب المتطرفين في المنطقة. ويشمل الاتفاق تبادل المعلومات الخاصة بتحركات المتشددين المشتبه بهم وأعضاء شبكات الجريمة المنظمة. بوسطن، لندن، بانكوك، استوكهولم - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - قالت ناطقة باسم الخطوط الجوية البريطانية ان طائرات حربية بريطانية تدخلت في وقت مبكر امس، لاعتراض طائرة ركاب قادمة الى لندن، كاجراء وقائي بعدما تسببت محادثة بين اثنين من الركاب في تحذير في الرحلة القادمة من بالتيمور الى مطار هيثرو في لندن. وقالت الناطقة: "كان ضباط شرطة في استقبال رحلة شركة الخطوط الجوية البريطانية الرقم 288، واستجوبوا اثنين من الركاب في ما يتعلق بمحادثة سمعها راكب آخر". وقالت: "وسمح للرجلين ان يذهبا في حال سبيلهما بعد ذلك". وامتنعت الناطقة عن كشف طبيعة المحادثة أو محتواها التي سمعها الراكب الثالث أو عن جنسية الراكبين. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان هذه المرة الاولى منذ هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 التي تستخدم فيها طائرات تابعة للقوات الجوية الملكية للقاء طائرة ركاب قادمة. وقالت الشرطة ان الحادث الذي استمر نحو ساعة تسبب في خطة طوارئ وقائية. واكدت الشرطة ان احداً لم يعتقل. "صاحب الحذاء المفخخ" في غضون ذلك، اعلن محامي البريطاني ريتشارد ريد المتهم بمحاولة تفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين باريس وميامي في كانون الاول الماضي، ان موكله لن يحاكم لأنه سيعترف بالتهم الموجهة اليه. ويقضي القانون الاميركي بعقد جلسة امام قاض يحدد العقوبة في حال اعترف المتهم بالتهم المنسوبة اليه. وقال المحامي اوين ووكر في بيان ان "ريتشارد ريد ينوي الاعتراف بالتهم الثماني الموجهة اليه". واضاف ان ريد "لا ينفي الوقائع التي نسبت اليه في 22 كانون الاول 2001 ويريد تجنب الدعاية المرتبطة بمحاكمته والانعكاسات السلبية التي قد تتركها على اسرته". وسيطلب المحامي تحديد موعد الجلسة امام القاضي الذي سيرأس المحاكمة التي كان يفترض ان تفتتح في 4 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفي حال اعترف ريد فعلاً بالتهم الموجهة اليه فستلغى المحاكمة. ويمكن ان يبدل ريد رأيه او ان ينفي اعلان محاميه. وينص القانون الاميركي على ان المتهم يمكن ان يستفيد من تخفيف العقوبة القصوى المحددة اذا اعترف وتعهد التعاون مع السلطات. ولم يوضح محامي ريد ما اذا كان موكله سيقطع تعهداً من هذا النوع. وكان ريد 28 عاماً الذي اعتنق الاسلام، اكد اولاً براءته امام محكمة فيديرالية في بوسطن، بعدما حاول في 22 كانون الاول الماضي، تفجير طائرة اميركية تابعة لشركة "اميركان ايرلاينز" بمتفجرات اخفاها في حذائه. واشار المحققون الاميركيون الى تواطؤ اشخاص آخرين معه لتنفيذ هذه العملية بعد تحليل عينات من المتفجرات التي كانت معه. واوقفت الشرطة الفرنسية في حزيران يونيو الماضي اثنين من الفرنسيين وباكستانياً يشتبه في انهم قدموا اليه دعماً لوجستياً. واشارت مصادر في الاستخبارات البريطانية الى ان احد المشتبه بهم تحادث هاتفياً معه عدة مرات وتدربا معاً في احد معسكرات "القاعدة" في افغانستان. أميركا تصد السويديين من جهة اخرى، رفضت الولاياتالمتحدة طلباً رسمياً من السلطات السويدية لمقابلة المعتقل السويدي مهدي غزالي المسجون في قاعدة غوانتانامو منذ اكثر من عشرة اشهر، من دون ان توجه ضده اي تهمة رسمية. وبررت السلطات الاميركية رفضها بأنها لا تقبل طلباً يستند الى "اسباب انسانية". وكان غزالي اعتقل في باكستان على ايدي الجيش الباكستاني وسلم الى القوات الاميركية التي نقلته على الفور الى غوانتانامو لاعتقادها انه كان يقاتل في صفوف "طالبان". الى ذلك، أعلنت تايلاند أنها ستوقع اتفاقاً مع استراليا لتنسيق جهودهما في مكافحة الارهاب في اطار شبكة اتصالات لتعقب المتطرفين في المنطقة. وجاء في بيان أصدرته وزارة الخارجية التايلاندية ان وزير خارجية استراليا ألكسندر داونر سيوقع الاتفاق مع نظيره التايلاندي سوراكيارت ساتيراتاي خلال توقفه في بانكوك لبضع ساعات. وقال البيان: "سيعزز توقيع مذكرة التفاهم، الرامية الى مكافحة الارهاب، التعاون بين تايلاندواستراليا". ويشمل الاتفاق تبادل المعلومات الخاصة بتحركات المتشددين المشتبه بهم وأعضاء شبكات الجريمة المنظمة. ومذكرة التفاهم هذه تشبه اتفاقين وقعتهما استراليا مع اندونيسيا وماليزيا في وقت سابق من هذا العام. وقال داونر ان بلاده تقيم شبكة اتصالات مع دول جنوب شرق آسيا لتعزيز الحملة ضد الارهاب. ويصف مسؤولون أميركيون جنوب شرق آسيا بأنها الجبهة الثانية للحرب على الارهاب بعد أفغانستان. وألقت كل من سنغافورة وماليزيا واندونيسيا والفيليبين القبض على عشرات الاسلاميين المتشددين المشتبه بهم في الاشهر الاخيرة. وتعهدت تايلاند بالتعاون، لكنها لم تلق القبض على أي مشتبه به. وكانت واشنطن وقعت اتفاقاً لمكافحة الارهاب مع الدول العشر الاعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا في بروناي في آب أغسطس الماضي، يشمل تبادل المعلومات وتجميد أموال الجماعات المتشددة وتشديد الرقابة على الحدود. وفي ايار مايو الماضي، أبرمت اندونيسيا وماليزيا والفيليبين اتفاقاً يتعهد بسحق شبكة للمتشددين قالت انها تسعى لتحويل الدول الثلاث الى دولة اسلامية واحدة. وقالت تايلاند انها تعتزم الانضمام الى هذا الاتفاق.