بغداد - أ ف ب - في محاكاة للبطل الاسطوري محمد علي كلاي يرقص عمر ذو التسع سنوات على حلبة القاعة الرياضية القديمة في نادي الكاظمية وسط بغداد وهو يحلم بأن يصبح ذات يوم بطلاً، وذلك على رغم العقوبات المفروضة على بلاده. ويجري عمر وهو يصوب اللكمات بقفازيه الممهورين بالعلم الاميركي جولات تدريب مع زميله سيف، ويقول حسين وهو شاب آخر يطمح ان يصبح بطلاً، مازحاً "انه اميركي، انه عدونا". وفي وقت يواصل عمر وسيف تدريبهما على الحلبة، يلكم شبان آخرون وقد ارتدوا بدلات رياضية باهتة بلا كلل، قطعاً من الكاوتشوك ثبتت على جدران القاعة الرمادية او اكياساً عتيقة من الجلد مشدودة الى السقف. وعلاوة على قاعة الملاكمة حيث وضعت سخانات كهربائية للتدفئة في شتاء بغداد البارد، يضم نادي الكاظمية انشطة رياضية اخرى مثل قاعة لكمال الاجسام مجهزة بمعدات عفى عليها الزمن وقاعة للمصارعة... وفي ساحة النادي يلهو اطفال بألعاب قديمة يغطيها الصدأ. وقال المدرب فاروق جنجون بطل آسيا في الثمانينات: "نحن نعد منتخباً للمشاركة الشهر المقبل في دورة في قطر". غير انه يقر بأن سنوات العقوبات الاربع عشرة كادت تقضي على الملاكمة العراقية بالضربة القاضية. وأضاف متحسراً "كنا ابطال العالم العربي للملاكمة. وكان عندنا ايضاً ابطال عالميون، اما الآن فبدلاً من تشكيل فريق من 12 ملاكماً نرسل فقط خمسة ملاكمين... هذا مؤسف ... ملاكمونا في حاجة الى فيتامينات وغذاء خاص وإلا فإنهم لا يستطيعون التدرب كما ينبغي ليكونوا في لياقة تامة. وهذه المواد مشمولة بالعقوبات الدولية المفروضة على العراق منذ غزو الكويت سنة 1990". وإضافة الى ذلك حرم الرياضيون العراقيون الممنوعون من السفر لسنوات من المشاركة في الدورات الرياضية العالمية ومن التواصل والتنافس مع نظرائهم في الخارج. وتم تخفيف هذا المنع حالياً، غير ان استعادة المستوى السابق تستلزم بعض الوقت. كما ان شبح الحرب التي تخيم على المنطقة لا يحمل على التفاؤل بتحسن الوضع في عام 2003.