قال رئيس شركة "توتال فينا الف" النفطية الفرنسية تييري ديماري إن السعودية، التي تمتلك ربع احتياط النفط في العالم ولديها طاقة انتاجية تمثل 13 إلى 14 في المئة من الطاقة الانتاجية العالمية، ستبقى دولة رئيسية في تزويد النفط ولا يمكن لأي دولة نفطية أخرى التفوق عليها. وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده أمس لعرض نتائج الشركة عن النصف الاول من السنة الجارية، انه على رغم زيادات الانتاج التي نشهدها في روسيا وآسيا وافريقيا، الا ان تطور الانتاج النفطي في بعض الأماكن غير ديناميكي ويشهد بعض الانخفاض. وزاد انه من المتوقع، على رغم الظروف الاقتصادية السائدة حالياً واذا عاد الاقتصاد العالمي الى النمو بمعدل ثلاثة الى 3.5 في المئة كما تحقق في الاعوام العشرة الماضية، أن يزيد الطلب على النفط بنسبة اثنين في المئة سنوياً، أي ما بين 3.1 إلى 5.1 مليون برميل من النفط الاضافي كل سنة. وقال إن ذلك يشير إلى أن هناك مجالاً لنفوط السعودية والعراقوروسيا ومنطقة بحر قزوين "ونحن لا نقتنع بالمنطق الذي يقول انه سيكون هناك بديل للنفط السعودي، والمسؤولون في قطاع الطاقة الأميركي غير مقتنعين بمثل هذا المنطق، والتصريحات مجرد تعليقات صحافية وليست قناعة المسؤولين السياسيين في الولاياتالمتحدة". وقال رئيس الانتاج والاستكشاف في الشركة كريستوف دومارجوري، في رده على سؤال ل"الحياة" حول تطور المحادثات بين الشركات النفطية الأجنبية والسعودية في شأن مشروع الغاز في السعودية، إن الشركات بما فيها "توتال فينا الف" قدمت اقتراحاتها إلى السلطات السعودية في نهاية تموز يوليو، وانها لم تتلق جواباً عليها بعد، مشيراً الى ان الشركات تتوقع رداً من السعودية على هذه الاقتراحات خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف دومارجوري، رداً على سؤال حول ما إذا تبلغت الشركات النفطية من السلطات النفطية العراقية قراراً بإلغاء العراق الضريبة الاضافية التي يفرضها على برميل النفط خلال حساب الأممالمتحدة التي خفضت صادرات العراق، "إن السلطات العراقية خفضت هذه الضريبة من 50 سنتاً على البرميل إلى 30 سنتاً ويتحدثون الآن عن 10 إلى خمسة سنتات للبرميل. أما بالنسبة لنا، فنحن نستمر في عدم شراء النفط العراقي من العراق مباشرة بسبب هذه الضريبة، وما يحصل هو اننا نشتري حمولات من النفط العراقي من متعاملين في السوق عندما يكون سعر هذه الحمولات مناسباً لسعر السوق، ويكون لدينا مجال لتسويقه". وأعلنت الشركة أنها تمكنت من مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها صناعة النفط العالمية في الربع الثاني من السنة الجارية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال ديماري ان ذلك تحقق بفضل جهود الشركة، اذ ارتفع انتاج النفط في الربع الثاني من السنة بنسبة 11 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي على رغم استمرار انخفاض انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك. وقال دومارجوري إن الجزء الأكبر من انتاج نفط "توتال فينا الف" هو من بحر الشمال وافريقيا ويمثل ثلثي انتاج الشركة 35 في المئة من بحر الشمال و30 في المئة في افريقيا، أما باقي انتاج الشركة فيأتي من مختلف أنحاء العالم من أميركا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط. وأضاف ان انتاج "توتال فينا الف" في الشرق الأوسط يمثل نسبة ضعيفة من اجمالي انتاج نفط الشركة، مشيراً الى ان سياسة الشركة في السنوات المقبلة تقوم على البحث عن النفط في دول لديها الاحتياط الضخم من النفط، أي في دول "أوبك" ومنها الشرق الأوسط بكل تأكيد وآسيا. وزاد ان للشركة أيضاً نشاطاً كبيراً في الانتاج في افريقيا حيث هناك احتياط ضخم ما زال غير مطوّر وذلك في أنغولا ونيجيريا. وقال دومارجوري إنه من الواضح أن الشركات النفطية العالمية ستطوّر أعمالها ووجودها في دول خارج منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقالت الشركة ان احوال السوق لا تزال متباينة ولكنها اكدت مجدداً هدفها بزيادة انتاج النفط والغاز بنسبة عشرة في المئة السنة الجارية وتوقعت زيادة حيوية في الانتاج تبلغ ستة في المئة سنوياً حتى سنة 2007. الى ذلك اعلنت "توتال فينا الف" أمس رويترز انخفاض صافي ارباحها في الربع الثاني قبل احتساب بنود استثنائية بنسبة 23 في المئة وذلك بسبب هبوط طفيف في اسعار النفط وتقلص هوامش ارباح عمليات التكرير. وقالت الشركة ان صافي الدخل قبل خصم البنود الاستثنائية انخفض الى 1.632 بليون يورو 1.6 بليون دولار من 2.127 بليون يورو في الربع الثاني من العام الماضي، في حين انخفض نصيب السهم من العائدات 20 في المئة الى 2.42 يورو. وجاءت نتائج الشهور الثلاثة حتى نهاية حزيران يونيو الماضي متفقة مع توقعات المحللين.