رأى رئيس مجموعة "توتال فينا الف" النفطية تيري ديماريه امس، ان الارتفاع الحالي في اسعار النفط، ربما يجعل من مصلحة المجتمع الدولي ان يرفع الحظر عن العراق، لإعادة النفط العراقي الى السوق بما يضمن مزيداً من الاستقرار على صعيد الاسعار. وقال ديماريه خلال مؤتمر صحافي عقده امس لعرض النتائج التي حققتها مجموعته خلال النصف الأول من السنة الحالية، انه في الوضع الراهن من الصعب توقع مستوى الاسعار النفطية، معرباً عن اعتقاده بأن الصناعات النفطية قادرة على تحقيق قدر من الارباح يكفل لها النمو وتلبية الطلب العالمي، في ظل سعر يراوح بين 15 و20 دولاراً للبرميل. وأضاف ان الاسعار التي كانت انخفضت في شكل بالغ ووصلت الى نحو عشرة دولارات للبرميل، ارتفعت اليوم الى نحو 35 دولاراً للبرميل نتيجة ردة فعل مبالغة من قبل السوق، ونتيجة خفض منظمة "أوبك" انتاجها في الفترة السابقة. وتابع ان القدرة الانتاجية، مستغلة اليوم بنسبة 97 في المئة وانه من الممكن زيادتها اذا أفسح المجال أمام الاستثمار في دول منتجة لا تستخدم طاقتها كاملة، وانه في الإطار نفسه قد يكون من مصلحة المجتمع الدولي ان يرفع الحظر عن العراق ويسمح للشركات النفطية بالاستثمار فيه لإعادة النفط العراقي الى السوق ضماناً لمزيد من الاستقرار. وعن نتائج المجموعة قال ديماريه انها تضاعفت تقريباً في النصف الأول من السنة الجارية لتصل الى 52.4 بليون يورو، بزيادة قدرها 62 في المئة عن السنة الماضية. نتائج المجموعة وذكر ان النتيجة الصافية للمجموعة بلغت 3.408 بليون يورو مقابل 2.306 بليون يورو السنة الماضية، وان من العناصر التي ساعدت المجموعة على تحقيق هذه النتائج، التكامل الذي برز بين مكوناتها الثلاثة منذ الاندماج وقدرتها على الحفاظ على النمو في مستوى استثماراتها وأيضاً الارتفاع الحاصل في مستوى اسعار النفط. وتوقع قدرة المجموعة على الاستمرار في تسجيل نتائج جيدة في النصف الثاني من السنة، بفضل نمو نشاطاتها والانخفاض المستمر في كلفة انتاجها. وعما تتوقعه المجموعة من الاجتماع الذي تعقده "أوبك" الاحد المقبل في فيينا، قال المسؤول في "توتال فينا ألف" برنار دوكومبري، ان المجموعة تتمنى رفع الانتاج، مشيراً الى ان هذه المسألة ستكون موضع تجاذب بين محورين داخل المنظمة، الأول يريد زيادة الانتاج بمستوى مليون برميل في اليوم والثاني يفضل حصر الزيادة بنحو 500 ألف برميل في اليوم. واضاف دو كومبريه ان وزراء "أوبك" سيسعون في فيينا الى التوفيق بين موقفي هذين المحورين. وعن نشاط المجموعة في منطقة الشرق الأوسط قال نائب رئيس "توتال فينا ألف" كريستوف دومارجوري ان المجموعة تحاول الدخول الى كل دول المنطقة وفي مقدمها تلك التي ابدت رغبة في الانفتاح. وذكر دومارجوري ان المجموعة وضعت في 31 تموز يوليو الماضي عقد "الطويلة واحد" في أبوظبي الذي يقضي بتطوير احدى محطات توليد الطاقة ورفع قدرتها الانتاجية من 400 ميغاوات حالياً الى 1350 ميغاوات، لتصبح أكبر محطة لتوليد الطاقة في العالم. وأضاف ان المجموعة تشارك في استدراك العروض لمشروع "بارتا" الكهربائي في عُمان. وعن الاتصالات التي بدأتها المجموعة مع المملكة العربية السعودية في السنة الماضية، بهدف العمل في قطاع الطاقة الكهربائية، اشار دومارجوري الى ان الاتصالات استمرت واثمرت في نهاية الشهر الماضي عن اعداد ملف مفصل ودقيق باقتراحات المجموعة سلم الى الجهات السعودية المعنية. وتوقع ان يأتي الرد السعودي على هذه الاقتراحات بين نهاية الشهر الجاري وبداية الشهر المقبل، نظراً الى رغبة السعودية في تكريس عدد من المشاريع قبل حلول نهاية السنة الحالية.