حذر الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف من أن الحرب على العراق قد تبدأ في أواخر الشهر المقبل وانتقد بشدة الموقف الرسمي للكرملين وقال انه "حمّال أوجه" فيما أبلغت مصادر ديبلوماسية عراقية وروسية "الحياة" ان محادثات وزير الخارجية العراقي "لم تكن سهلة". وشدد زيوغانوف في بيان مكتوب تلقت "الحياة" نصه على أن الولاياتالمتحدة قد تبدأ عملياتها في الأيام الأخيرة من تشرين الأول اكتوبر أي قبل فترة قصيرة من انتخابات الكونغرس. ويكتسب رأي زيوغانوف أهمية خاصة بسبب العلاقة الوثيقة التي تربط حزبه ببغداد. ولاحظ مراقبون ان بيان التحذير من الحرب صدر بعد ساعة من مغادرة وزير الخارجية العراقي العاصمة الروسية ما قد يوحي بأن الزعيم الشيوعي تلقى معلومات في هذا الشأن. ولفت الانتباه انتقاد زيوغانوف الموقف الروسي الذي قال انه "يحتمل تفسيرات متناقضة، وقد تفسره واشنطن بأنه تأييد غير مباشر لنواياها"، واستغرب ان الرئيس فلاديمير بوتين لم يعلن موقفاً واضحاً ضد الحرب كما فعل الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني. وعلمت "الحياة" ان هذا "الاستغراب" تحدث في شأنه عدد من الديبلوماسيين العراقيين المرافقين لصبري. وذكر أحدهم ل"الحياة" ان بغداد لم تعط رداً نهائياً على الاقتراحات الروسية ل"مبادلة" عودة المفتشين بتعليق ثم رفع العقوبات، وأضاف ان ناجي صبري وضع عدداً من الشروط التي تكفل رفضاً دولياً لعمل عسكري ضد العراق. إلا أن مسؤولاً روسياً رفيع المستوى قال ل"الحياة" ان الولاياتالمتحدة التي لم تقبل أصلاً "السلة" الروسية المقترحة ستعتبر الشروط العراقية "منّاً من السماء" وترى انها تعفيها من مناقشة الموضوع اصلاً. وتابع ان الاميركيين قد يطرحون في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يلزم العراق بقبول عودة المفتشين من دون شروط ويلمح الى ان بغداد تعرض نفسها ل"عقاب" اذا لم تستجب. وتابع ان مثل هذا القرار يضع روسيا في موقف بالغ الصعوبة، اذ ان رفضه سيعني ان موسكو تؤيد "عناد" بغداد ورفضها استقبال بعثة "انموفيك"، مع ما يترتب على ذلك من تدهور في العلاقات مع واشنطن. اما قبول القرار فسيفسر عراقياً بأنه "توفير غطاء" للضربة الأميركية وبالتالي القطيعة مع بغداد وخسارتها سياسياً واقتصادياً. وفي هذا السياق لوحظ ان البلاغ المقتضب الذي صدر عن لقاء ناجي صبري مع وزير الطاقة الروسي ايغور يوسفوف أشار الى بحث "تعاون اقتصادي" ولم يتطرق الى البرنامج الطويل الأمد الذي عرضه العراقيون وتضمن مشاريع قدرت قيمتها الاجمالية ب40 بليون دولار. وعلمت "الحياة" ان الجانب العراقي أعرب عن "عدم الارتياح" الى تسويف روسيا اعلان موقف واضح من البرنامج وتحديد موعد لتوقيعه، وهذا ما اعتبره مراقبون اشارة الى أن موسكو ما زالت حريصة للغاية على تفادي "ازعاج" الولاياتالمتحدة. أعلن أن بغداد تأخذ التهديدات الأميركية "على محمل الجد" وكان عزيز اعتبر الاثنين ان "قضية المفتشين ليست المشكلة الوحيدة. فالعقوبات والعدوان المتواصل والتهديدات بشن حرب، كل هذه المشكلات مطروحة على طاولة البحث".