بيروت - "الحياة" أكد الرئيس اللبناني اميل لحود "ان الهجمة التي تتعرض لها المنطقة العربية تتطلب منا جميعاً عملاً مشتركاً لاحباطها والحد من مفاعيلها "السياسية"، مشيراً الى "ان قمة بيروت العربية كانت فرصة فريدة وضعت فيها الركائز الثابتة للتضامن العربي". وكان لحود انتقل، امس، من صنعاء الى مسقط محطته الثانية في جولته العربية. وكان في استقباله في مطار صلالة سلطان عُمان قابوس بن سعيد. وعقد الجانبان اللبنانيوالعماني جولة محادثات، كما عقدت خلوة استمرت نحو ساعتين بين لحود وقابوس عرضت خلالها العلاقات اللبنانية - العمانية والأوضاع الاقليمية والدولية والمواقف منها في ضوء التطورات الاخيرة. ومنح السلطان قابوس الرئىس لحود وسام عمان العسكري من الدرجة الاولى، ومنح لحود السلطان قابوس وسام الأرز الوطني من درجة الوشاح الاكبر. ونوه لحود في تصريح له "بالانجازات الكبيرة التي تحققت في السلطنة". وشكر قابوس على الدعم الذي "خص به لبنان على مرّ السنوات والمواقف التي اتخذها ابان الظروف القاسية التي مر بها، لا سيما خلال الاحتلال الاسرائىلي للجنوب والبقاع الغربي". وكان لحود اختتم، امس، زيارة لصنعاء، وأكد نظيره اليمني علي عبدالله صالح في بيان مشترك "اهمية التضامن العربي وتعزيزه وتوحيد الصف من منطلق ادراك خطورة التحديات التي تواجه الأمة العربية في الوقت الراهن". وأكد الجانبان التزامهما "ضرورة تنفيذ قرارات القمة العربية في مواجهة الاستحقاقات المقبلة". ودانا "اعمال الارهاب وحرب الإبادة والممارسات التعسفية التي يتعرض لها الشعب العربي الفلسطيني وقيادته الشرعية على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تمارس شتى جرائم القتل والبطش والتنكيل وتدمير المدن الفلسطينية والتشريد بحق الشعب الفلسطيني"، وطالبا "بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"، ودعيا "كل الدول العربية الى مواصلة دعم الانتفاضة ومساندة الشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع ضد الاحتلال من اجل استعادة اراضيه المحتلة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف"، وناشدا "مجلس الأمن واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي وفي المقدمة الولاياتالمتحدة الاميركية ضرورة تحمل مسؤولياته تجاه الزام اسرائىل الانصياع الى قرارات الشرعية الدولية". وأكد الرئىسان "وقوفهما الى جانب سورية وحقها في استعادة اراضيها في الجولان المحتل". ورحب الطرفان ب"القرار الحكيم الذي اتخذته القيادة العراقية بالموافقة على عودة المفتشين الدوليين من دون شروط"، وأكدا "مجدداً رفضهما استخدام القوة ضد العراق والمساس بأمنه وسيادته ووحدة اراضيه والتدخل في شؤونه الداخلية"، وطالبا "برفع الحصار الجائر المفروض على الشعب العراقي وانهاء معاناته"، وأكدا اهمية ايجاد حل لقضية الاسرى والمفقودين الكويتيين والعراقيين. ودان الجانبان "الارهاب بكل اشكاله وصوره وأياً كان مصدره"، وشددا على "ان الارهاب ظاهرة عالمية لا ترتبط بجنس او دين او وطن وينبغي ان تتضافر جهود الجميع من اجل التصدي لها لما تلحقه من ضرر بالأمن والسلام الدوليين". وأكدا "رفضهما التام لمحاولات ربط ظاهرة الارهاب بالإسلام والعرب" وضرورة "قيام المجتمع الدولي من خلال الأممالمتحدة بتعريف واضح للارهاب بما يميز بينه وبين النضال المشروع الذي تخوضه الشعوب من اجل نيل الاستقلال ومقاومة المحتل". وأوضح الرئىس صالح في المطار لدى وداعه ضيفه اللبناني "ان البلدين ثمّنا موقف العراق إزاء قبول عودة المفتشين الدوليين واعتبراه بمثابة خطوة لنزع فتيل الحرب وأن الاصرار على ضرب العراق هو من باب التعنت وخلق ذرائع لتصفية حسابات معه". وشدد على "عدم وجود خلافات بين لبنان واليمن من جهة وأي طرف آخر سوى اسرائىل التي تمارس ارهابها المنظم".