سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يهدم منزلين قرب الخليل ل"اسباب امنية" ويعتقل مسؤولاً عسكرياً في "الجهاد" وخمسة آخرين بينهم ثلاثة رجال أمن . إسرائيل تعيد فتح مفترق الشهداء جزئياً في اطار تنفيذ خطة "غزة - بيت لحم أولاً"
فتحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزئيا مفترق الشهداء جنوب مدينة غزة الواقع على طريق صلاح الدين الرئيسة التي تربط شمال قطاع غزةبجنوبه صباح أمس، وذلك في إطار تنفيذ ما اصطلح على تسميته أخيراً تفاهمات "غزة - بيت لحم أولاً". وفي المقابل، اعتقل الجيش الاسرائيلي أمس مسؤولاً عسكرياً في حركة "الجهاد الاسلامي" غرب جنين قالت إنه كان يخطط لعملية انتحارية في اسرائيل، كما اعتقل خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة من عناصر الامن في قطاع غزة، ودمر منزلين قرب الخليل حيث يستعد لتدمير أربعة منازل اخرى ل"أسباب أمنية". أزاحت آليات إسرائيلية مكعبات وكتلاً إسمنتية عن أسفلت مفترق الشهداء جنوبغزة بحضور مسؤولين عسكريين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، معلنة السماح للسيارات والباصات الفلسطينية بالمرور على الطريق والمفترق للمرة الاولى منذ اشهر طويلة. وعلمت "الحياة" انه سيفتح المفترق لمدة ست ساعات يومياً موزعة على ثلاث فترات، تبدأ الأولى عند الرابعة والنصف فجراً وحتى السادسة والنصف صباحا، والثانية من الثامنة والنصف صباحا وحتى الحادية عشرة قبل الظهر، والثالثة من الرابعة مساء وحتى السادسة مساء، على أن يتم في وقت لاحق من الأسبوع الجاري فتح المفترق على مدار الساعة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المفترق وجزءاً من طريق صلاح الدين الذي يتقاطع مع الطريق العرضية التي تربط مستوطنة "نتساريم" ومعبر المنطار "كارني" الواقع على خط الهدنة شرق مدينة غزة في بداية أحداث الانتفاضة التي اندلعت نهاية أيلول سبتمبر عام 2000. وجاء الاتفاق على فتح المفترق مدة ست ساعات يومياً في مرحلة اولى، كحل وسط بين الجانبين بعدما اختلفا على ذلك. وعلمت "الحياة" من مصادر عسكرية فلسطينية إن الجانب الفلسطيني طالب بفتح الطريق مدة تسع ساعات يوميا في المرحلة الأولى موزعة على ثلاث فترات، إلا أن الجانب الإسرائيلي رفض ذلك بإصرار. ويأتي فتح المفترق الذي يربط بين المعسكرات الوسطى في قطاع غزة ومدينة غزة في هذه المواعيد بالذات لتمكين العمال من التوجه الى اماكن عملهم في الفترة الاولى، والموظفين والطلاب في الفترة الثانية، وعودة كل هؤلاء في الفترة الثالثة. ويعتبر فتح المفترق ثمرة تفاهمات "غزة - بيت لحم أولاً" التي توصل اليها وزير الداخلية الفلسطيني عبدالرزاق اليحيى، ووزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر في اجتماع عقداه في التاسع عشر من الشهر الماضي وحضره مسؤولون عسكريون وامنيون من الطرفين، وافضى الى الانسحاب من مدينة بيت لحم قبل ايام. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان الضغط الفلسطيني المتواصل على الجانب الإسرائيلي لتنفيذ التفاهمات أسفر عن فتح المفترق، علما أن الضغط سيتواصل لإعادة فتح طريق صلاح الدين كلها من مدينة رفح جنوباً وحتى بلدة بيت حانون شمالاً أمام حركة المواطنين والمواصلات تماماً. وأشارت إلى أن فتح المفترق أعقب إعادة قوات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المواقع العسكرية للقوات الأمنية الفلسطينية في شمال قطاع غزةوجنوبه وعلى خط الهدنة الشرقي قبل أيام عدة. وعلمت "الحياة" ان "من المحتمل ان تزيد سلطات الاحتلال خلال الأيام المقبلة عدد ساعات العمل في معبر رفح الواقع على الحدود الفلسطينية - المصرية، وهو المنفذ الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي. إلا انه من غير المتوقع أن تسمح سلطات الاحتلال بعودة عشرات الموظفين الفلسطينيين قبل مرور أسابيع عدة إلى المعبر الذي طردتهم منه منذ اشهر طويلة. الجيش يعتقل 5 فلسطينيين في غزة في مقابل ذلك، أكد مصدر فلسطيني أمني أمس أن الجيش اعتقل خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة من عناصر الامن، فيما صادرت دبابة اسرائيلية مستلزمات صيادين على شاطئ البحر شمال قطاع غزة. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" ان "قوات الاحتلال شنت حملة تفتيش واسعة في سيارات المواطنين على حاجز عسكري على مفترق ابو هولي وعبثت بمحتوياتها واعتقلت خمسة من المواطنين" منهم "ثلاثة من عناصر الاستخبارات الفلسطينية اقتادوهم الى جهة مجهولة". وأكد أن "دبابة اسرائيلية خرجت من محيط مستوطنة دوغيت في منطقة السودانية شمال قطاع غزة وصادرت شباكاً للصيادين الفلسطينيين في المنطقة بعدما اطلقت النار تجاه قواربهم". وكانت مصادر طبية فلسطينية افادت مساء اول من امس ان الفلسطيني عاشور الشنباري 27 عاماً توفي متأثراً بجروحه التي اصيب بها برصاص الجيش في قطاع غزة بداية الانتفاضة. غزة تطالب قمة الارض بالحماية من جهة اخرى، تظاهر عشرات الفلسطينيين أمس أمام مقر الاممالمتحدة في غزة ووجهوا رسالة الى الرؤساء والمجتمعين المشاركين في قمة الارض في جوهانسبرغ تدعوهم فيها الى التحرك "لحماية الشعب الفلسطيني". ورفع اكثر من 50 من المشاركين في التظاهرة لافتات كتب على احداها: "رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مجرم حرب"، وأخرى: "نعم لحماية الشعب الفلسطيني من الجرائم والمذابح التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي". وردد المتظاهرون هتافات تدعو قمة الارض الى "اتخاذ قرارات تحمي الشعب الفلسطيني"، وتندد كذلك "بالجرائم والعدوان الاسرائيلي المتواصل". ووجهت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية التي تنظم التظاهرة رسالة خطية الى كل من الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ورئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي وإلى رؤساء الدول وممثلي المنظمات الاهلية المشاركين في قمة الارض أكدوا فيها ان "الولاياتالمتحدة تحتل جزءاً كبيراً من المسؤولية في هذه الظروف... وابقت على المعايير المزدوجة في التعامل مع الشرعية الدولية... كما انها لم تنتصر لمبدأ حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ودعمت قوة الاحتلال الحربي الاسرائيلي سياسياً وعسكرياً على حساب شعبنا الذي يكافح من اجل الحرية والاستقلال ورفع الظلم عنه". اعتقال مسؤول عسكري في "الجهاد" أما في الضفة الغربية، فأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية ان الجيش اوقف امس مسؤولا في الجناح العسكري ل"الجهاد الاسلامي" قالت انه كان يخطط لعملية انتحارية في اسرائيل. واوضحت ان محمد احمد امين جرار 42 عاما اعتقل خلال عملية مشتركة للجيش وجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت في قرية كفر قود على بعد ثمانية كيلومترات تقريبا غرب جنين. واضافت ان جرار خبير في المتفجرات في "كتائب القدس" الجناح العسكري للحركة، وكان يخطط لتنفيذ عملية انتحارية كبيرة في الاراضي الاسرائيلية في الايام المقبلة. الى ذلك، دمر الجيش الاسرائيلي أمس منزلين فلسطينيين ويستعد لتدمير اربعة منازل اخرى في قرية يطة قرب الخليل في الضفة. وقال رئيس البلدية محمد شطة لوكالة "فرانس برس" ان المنازل مبنية في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية وهي تشرف على طريق يسلكها مستوطنون، موضحاً أن مالكي تسعة منازل في المنطقة ابلغوا قبل شهر بقرار تدمير منازلهم "لأسباب امنية".