رفض وزير الخارجية العراقي ناجي صبري مزاعم بريطانية بأن العراق لديه اسلحة دمار شامل، قائلاً ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يلجأ الى "المبالغات والتهويل"، مشيراً الى ان بلاده مستعدة للموافقة على زيارة "فريق من الخبراء البريطانيين" اذا كانت هناك "ادلة على وجود اسلحة نووية". وقال صبري في تصريحات لدى مغادرته القاهرة أمس متوجهاً الى دمشق انه نقل رسالة الى الرئيس حسني مبارك من الرئيس صدام حسين، وأكد ان بلاده مستعدة لكل ما يتيح للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة التحقق من بطلان الاتهامات والتهويلات والمزاعم بشأن أسلحة الدمار الشامل. وأكد أن العراق خالٍ فعلاً من هذه الأسلحة ولا يوجد أي نشاط في هذا الإطار ولا يوجد أي نوع من هذه الأسلحة. وأوضح أن العراق لم يطرد المفتشين الدوليين وانما الولاياتالمتحدة هي التي سحبتهم من العراق عام 1998 تمهيداً لشن عدوان عليه بمشاركة بريطانيا، مضيفاً انه بعد قرار بلاده بالعودة الى التعامل مع فرق التفتيش لم يعد هناك مبرر لاستصدار قرار جديد من مجلس الامن، كما ان "المجتمع الدولي والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن كثيراً ما ترى ان لا حاجة لاصدار قرار جديد". واشار الى أن العراق اعتاد على "ملفات" و"معلومات" بلير الى مجلس العموم في بلاده، وأكد ان "المبالغات والتهويل هي الطابع الأساسي لكنز المعلومات والأدلة لدى بلير، موضحاً "موقفنا الاساسي هو أننا مستعدون لكل ما يتيح للمجتمع الدولي وللامم المتحدة التحقق من بطلان هذه الاتهامات والتهويلات والمزاعم". وقال: "اذا كان هناك كنز من الادلة عن هذه الاسلحة المزعومة فنحن مستعدون لتسهيل زيارة فريق من الخبراء البريطانيين لكي يقولوا للعالم أين هذه الاسلحة". ووصف صبري هذه الادعاءات بأنها محاولة لتبرير ما لا يمكن تبريره من نيات عدوانية ضد العراق، وقال إن المنطق والعقل لا يبرران هذه النوايا العدوانية إلا في الرغبة الاسرائيلية الجامحة لإشاعة الفوضى وهدم الكيان العربي واشاعة الاضطراب في المنطقة العربية. وفي بغداد، ندد رئيس لجنة العلاقات العربية والدولية في البرلمان العراقي سالم الكبيسي بالبيان الذي ألقاه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مجلس العموم أمس بخصوص العراق وقال: "ان هدف بلير من بيانه السيئ الصيت تسويغ العدوان على العراق، وسعيه هذا يتكامل مع الحملة الاميركية والصهيونية التي تنشر الاكاذيب والمغالطات لتبرر عدوانها على بلادنا، ونحن في العراق لم نستغرب من بلير هذا التصرف، وهو يحاول اثبات تبعيته المهينة لأميركا...". وأوضح المسؤول البرلماني العراقي، في حديث الى "الحياة" انه "على يقين من ان عدداً من اعضاء مجلس العموم يعرفون الحقائق في موضوع نزع أسلحة العراق، وعن عدم قدرته على انتاجها مستقبلاً، وهم أنفسهم سيتصدون لأكاذيب بلير وادعاءاته، وهو يحاول تسويق العدوان علينا". وعلى الصعيد نفسه اتهم وزير الثقافة العراقي حامد يوسف حمادي في تصريح الى الصحافيين بلير بأنه "شخص معاد للعراق... وان ما صدر عنه من ادعاءات لا أساس لها، خصوصاً ان التقارير التي قدمها مفتشو الأسلحة الى الاممالمتحدة اثبتت ان العراق لم يعد يمتلك شيئاً من أسلحة الدمار الشامل، فقد دمرت تلك الأسلحة إما من قبل لجان التفتيش أو من قبل العراق نفسه".