سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بريطانيا : ارسال سفن إلى الخليج ليس جزءاً من الاستعداد للحرب . بغداد تنفي تقديم غاز الأعصاب إلى تنظيم "القاعدة" وتطالب الكويت بوقف التسهيلات للطائرات الأميركية والبريطانية
نفى العراق ادعاءات أميركية عن تقديمه كمية من غاز الأعصاب إلى تنظيم "القاعدة". وأشارت وزارة الخارجية العراقية إلى أن زيارات المفتشين لمواقع اتهمها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتصنيع أسلحة دمار شامل "كشفت كذب الاتهامات المذكورة وأكدت صدقية العراق". وفي غضون ذلك، طالب العراقالأممالمتحدة بالتدخل لدى حكومة الكويت ل"وقف التسهيلات التي تقدمها للطائرات الأميركية والبريطانية التي تنتهك حرمة أراضي العراق". سخرت بغداد من اتهامات مسؤولين في الإدارة الأميركية للعراق بتقديمه كميات من غاز الأعصاب إلى تنظيم "القاعدة". وقال مصدر عراقي مسؤول إن "دوائر الإدارة الأميركية وأجهزة استخباراتها وأبواقها الإعلامية تكثف حملاتها في اطلاق الأكاذيب والقصص والحوادث المفتعلة أو الوهمية كلما تصادف توقيت مع شأن يخص العراق". وأضاف ان "هذه التوافقات هي التي دفعت شياطين البيت الأبيض لتقيؤ كذبتهم عن صفقة غاز الأعصاب مع بدء عمليات التفتيش التي تقوم بها "انموفيك" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمداولات في شأن برنامج النفط للغذاء ذي الطابع الإنساني. وحاولت الإدارة الأميركية جاهدة الاخلال بمضامين البرنامج وبنوده التي اتفق عليها العراق مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان". وشدد المصدر على أن "ما يعزز الشكوك في صدقية الرواية الكاذبة ضد العراق ويؤكد كذب فصولها المهلهلة اخفاق مسؤولي الإدارة الأميركية أنفسهم في تقديم أسانيد مقبولة أو معقولة تقنع أحداً، داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها". وفي تطور ذي صلة، قالت وزارة الخارجية العراقية إن زيارات فرق التفتيش الدولية لمواقع سبق أن اتهمها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالعمل على انتاج أسلحة دمار شامل "أكدت صدقية الإعلانات العراقية، وفضحت ادعاءات بلير وافتراءاته". وأوضح ناطق باسم الوزارة ان اثنين وعشرين مفتشاً من لجنة الرصد والتحقق والتفتيش انموفيك برئاسة البولندي ستريلو زاروا شركة القعقاع التابعة لهيئة التصنيع العسكري التي تنتج صناعات عسكرية تقليدية، ومصنع "طارق" للسلاح. يوم أول من أمس، للمرة الثانية منذ بدء عمليات التفتيش في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي وتفقدوا وحدات الانتاج ودققوا في المعدات المستخدمة. وزار فريق آخر تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة البريطاني كريغ لافندر ويضم سبعة مفتشين، مصنع "ذو الفقار" التابع لشركة الرشيد، واطلع على الآلات الموجودة فيه. وزارته مجموعة أخرى يرأسها البريطاني فيليب كولفيلد وتضم سبعة مفتشين أيضاً بعد ساعات من الزيارة الأولى، واستقصت حركة أنابيب الألمنيوم الموجودة في المصنع والكميات المصروفة منها. وقال الناطق إن "هذه المواقع جميعها كانت واردة في التقرير الذي نشره بلير، واتهم فيه العراق بانتاج أسلحة دمار شامل". وزار المفتشون أمس رويترز ثلاثة مواقع عراقية على الأقل، أحدها منشأة "أم المعارك" التي كانت مركز أبحاث نووية تديره لجنة التصنيع العسكري على مسافة 15 كيلومتراً جنوببغداد. وفي تطور منفصل، طلب العراق من الأممالمتحدة "التدخل لدى حكومة الكويت لحضها على احترام المنطقة منزوعة السلاح واحترام تعهداتها بموجب قرار مجلس الأمن واحترام سيادة العراق واستقلاله ووحدة أراضيه والتوقف عن المشاركة في الأعمال التي تقوم بها الطائرات الأميركية والبريطانية التي تنتهك حرمة أراضي العراق وتدمير ممتلكات العراقيين، وذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين". وقال وزير الخارجية العراقي ناجي صبري في رسالة بعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إن "الانتهاكات اليومية التي ترتكبها الطائرات العسكرية الأميركية والبريطانية بموافقة وتسهيل من حكومة الكويت، وأعمال القصف البربري التي ترافقها للمدن العراقية وقراها ترقى إلى مستوى الحرب غير المعلنة، وتستوجب من الأممالمتحدة أن تتخذ الاجراءات المطلوبة ازاءها بموجب الميثاق لوقف العدوان وتحميل الجهة التي ترتكبها كامل المسؤولية الدولية". وأوضح صبري أن مجمل النشاط الجوي الأميركي والبريطاني المسلح ضد العراق انطلاقاً من دولة الكويت وعبر أجوائها ومياهها الاقليمية للفترة بين 9 تشرين الثاني نوفمبر الماضي و6 كانون الأول ديسمبر الحالي بلغ 1141 طلعة جوية شملت ثماني محافظات عراقية في الوسط والجنوب، وان هذه الخروقات جرت عبر المنطقة منزوعة السلاح التي تتمركز فيها بعثة المراقبة بين العراقوالكويت يونيكوم التي تقع عليها مهمة رصد هذه العمليات والابلاغ عنها إلى مجلس الأمن ضمن مسؤولياتها. وأضاف الوزير صبري ان "ما تشير إليه بعثة يونيكوم في شأن عدم تمكنها من رصد هذه الطائرات أو تحديد هويتها لا يمكن تبريره أمام الإمكانات التكنولوجية والفنية المتوافرة، والتي بمقدور البعثة الحصول عليها واستخدامها للوفاء بمتطلبات ولايتها وتحديد هوية الطائرات الحربية التي تخترق حرمة أجواء العراق، ومن ثم اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق العدوانيين"، ودعا الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى أن تزود "يونيكوم" بالمعدات الكفيلة برصد كل الخروقات، وتحديد مصادرها وابلاغ مجلس الأمن ليقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة لوقفها. قوات بريطانية إلى الخليج وفي لندن رويترز، أعلنت بريطانيا أنها سترسل اسطولاً من سفن البحرية إلى الخليج في شباط فبراير المقبل، ولكنها نفت أن نشر هذا الاسطول جزء من الاستعداد لحرب محتملة مع العراق. وقالت ناطقة باسم وزارة الدفاع البريطانية إن نشر تلك السفن جزء من ترتيب قائم منذ فترة طويلة للمشاركة في مناورات مع حلفاء في الخليج وفي منطقة اسيا والمحيط الهادي بعد ذلك. وأضافت ان "المملكة المتحدة تنشر بشكل منتظم مجموعة عمل في منطقتي الخليج وآسيا والمحيط الهادي كل ثلاث سنوات تقريباً. وكانت آخر عملية نشر في العام 2000 والنشر السابق لذلك كان في عام 1997". وقالت صحيفة "صنداي تلغراف" إن من المتوقع أن تقود حاملة الطائرات "آرك رويال" عملية النشر التي تشمل نحو 2400 جندي وتضم غواصة ومدمرة وفرقاطة.