واشنطن، بغداد - أ ف ب، رويترز - أعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان مقاتلات اميركية قصفت امس هدفاً للقيادة والسيطرة في جنوبالعراق ردا على محاولات لاسقاط مقاتلات اميركية وبريطانية. وقال البنتاجون انه الهجوم الرقم 37 الذي يستهدف وسائل الدفاع الجوي العراقية هذا العام في المنطقتين اللتين تفرض فيهما اميركا وبريطانيا حظراً على الطيران العراقي في شمال البلاد وجنوبها. ولا تعترف بغداد بمنطقتي الحظر الجوي اللتين لم يصدر في شأنهما أي قرار دولي. وتصاعدت هذه الهجمات خلال الاشهر الاخيرة مع تزايد احتمالات هجوم عسكري اميركي لإطاحة حكم الرئيس العراقي صدام حسين. وأعلنت القيادة المركزية الاميركية من مقر قيادتها في تامبا بفلوريدا ان المقاتلات صوبت قذائف موجهة ضد منشأة القيادة قرب العمارة التي تبعد 273 كيلومتراً إلى جنوب شرقي العاصمة بغداد. الى ذلك، اكد نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان امس ان بلاده تريد "وضع الية واضحة للحل الشامل" لجميع المشاكل العالقة بين العراقوالاممالمتحدة. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن رمضان قوله خلال استقباله كبير مفتشي اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية السابق الاميركي سكوت ريتر ان "العراق حريص على ضرورة وضع الية واضحة للحل الشامل مع الاممالمتحدة وفق القرارات ذات الصلة وبما يضمن رفع الحصار الظالم عنه وايقاف كل اشكال العدوان والتدخل السافر في شؤونه الداخلية". واوضح ان "العراق مستعد للاحتكام الى قرارات مجلس الامن شرط ان تفي الاممالمتحدة بالتزامتها المقابلة". وتساءل: "لماذا يطلب من العراق عودة المفتشين ولا يطلب من الاممالمتحدة التدخل الفوري لوقف العدوان العسكري الذي يتعرض له العراق يوميا وبشكل سافر فوق ما يسمى مناطق حظر الطيران التي لا تستند الى اي قرار دولي وبما يتناقض مع جميع القرارات الدولية التي تطالب باحترام امن وسيادة ووحدة اراضي العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية". واعتبر نائب الرئيس العراقي تصريحات المسؤولين الاميركيين والبريطانيين التي تؤكد قدرة العراق على انتاج اسلحة دمار شامل "غير منطقية وتفتقر الى الموضوعية". واشارت الوكالة الى ان المسؤول العراقي "ثمن خطوات ريتر في كشف الحقائق واطلاع الرأي العام على تصرفات فرق التفتيش التي تتعارض مع روح وجوهر مهامها التي حددتها القرارات ذات الصلة". ونقلت وكالة الانباء العراقية عن ريتر قوله ان "مطالب العراق بالحل الشامل مشروعة لوضع حد للحصار المفروض عليه خصوصا ان نشاط التفتيش هو جزء من حالة شاملة يجب مناقشتها بصورة كاملة". ونقلت الصحف العراقية عن رمضان أمس، قوله ان "اي عدوان اميركي غاشم على العراق سيكون مصيره الفشل والخزي والخذلان"، وأن الشعب العراقي الذي "يقف موحدا خلف قيادة الرئيس صدام حسين، مصمم على مواجهة اي هجوم اميركي على العراق وافشاله". واضاف رمضان الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده الاحد مع اعضاء وفد اعلامي تركي يزور العراق حاليا ان الادارة الاميركية "تسعى الى تجزئة جميع دول العالم بما فيها تركيا". وأكد نائب الرئيس العراقي "رفض العراق أي وجود عسكري تركي واجنبي على اراضيه أياً كان شكله"، معتبراً أن ذلك "شكل من اشكال العدوان والتدخل في شؤون العراق الداخلية وتهديد لأمنه وسيادته الوطنية". وفي عمان، افاد مصدر ديبلوماسي عراقي ان رمضان وصل الى عمان حاملاً رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين الى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. ولم يعط المصدر مزيداً من التفاصيل. وأكد مصدر رسمي أردني ان العاهل الاردني سيستقبل رمضان على الارجح اليوم الثلثاء. الى ذلك، دانت الصحف العراقية امس البيانات التي اعلن ان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير سيصدرانها عن اسلحة العراق، معتبرة انها "اكاذيب جديدة". وكتبت صحيفة "الثورة" ان "الملف المزعوم هو العنوان الجديد لمجموعة الاكاذيب والمزاعم الملفقة والاتهامات الباطلة، وهو وضع بمشورة صهيونية". وكتبت صحيفة "الجمهورية" ان الملف الذي يتحدث عنه بلير "مهترئ ولا يحوي أي معلومات".