مراكش - أ ف ب - نجح "مهرجان مراكش السينمائي الدولي" الذي أسدل عليه الستار أوّل من أمس، وهو بعد في سنته الثانية في اجتذاب نخبة من النجوم تحفل بهم عادة اضخم المهرجانات الدولية، وقدم في الوقت نفسه مجموعة من الافلام والندوات. وتخلل المهرجان بث افلام في الهواء الطلق في قصر البديع، كما لفت فرانسيس كوبولا مخرج فيلم "الرؤيا الآن" الانظار باعترافاته العفويّة، واستقبل النجم الهندي امير خان محمولاً على الأكف، واهتمت الصحافة بجوني هاليداي وجان مورو وكاترين دونوف... ووسط زحمة المهرجانات من برلين الى كان ولوكارنو والبندقية وتورنتو، تطمح مراكش الى ان تصنف في الدرجة الاولى في المهرجانات السينمائية الدولية. وقد تضمن برنامج هذا العام بث اكثر من سبعين فيلماً على مدى خمسة ايام، في خمس صالات وسط مدينة يبلغ عدد سكانها اكثر من مليون نسمة. ويعتبر اندريه أزولاي، رئيس مؤسسة مهرجان مراكش، انه حقق اهدافه: "الامر افضل مما كنا ننتظر... انا سعيد ان يناقش اختصاصيون هنا، في المغرب، قدرات الصورة والمسؤولية المترتبة عليها... وان يرسم خبراء الخطوط العريضة ما يمكن ان تكون عليه سينما الغد. وقد جمعنا نخبة من النجوم التي يصعب على اي مهرجان جمعها". والى جانب فرانسيس كوبولا الذي طرح نفسه مدافعاً شرساً عن الثقافة العربية، وديفيد لينش الذي ادهشته الخزفيات والالوان والموسيقى المغربية التي اكتشفها للمرة الاولى، استقبل المهرجان ايضاً عدداً كبيراً من اهل السينما الفرنسية، مخرجين وممثلين، إضافة الى الاسرائيلي آموس غيتاي ولبنانيين وفلسطينيين وافارقة... وتوالت السهرات في قصور تشبه قصور الف ليلة وليلة. واعلن على هامش المهرجان عن انشاء استديوهات سينمائية بتمويل مشترك من سيرج بردوغو وزير السياحة السابق في المغرب، والمنتج الفرنسي الاميركي أليكس برجيه. وستفتتح في العام 2004. ويوجد في المغرب اليوم 4 أستوديوهات، احدها في الدار البيضاء وثلاثة في ورزازات. وفيها صور عدد من الافلام الشهيرة مثل "لورانس العرب" و"غلادييتور" واخيراً "استريكس واوبيليكس"، وسيتم انشاء استوديو سادس مع استوديو مراكش، وذلك في ورزازات بتمويل من المنتج دينو دو لورنتيس الذي يصور فيه العام 2004 فيلم "الاسكندر الاكبر" الذي سيخرجه الاسترالي باز لورمان ويقوم ببطولته ليوناردو دي كابريو. وأعلن عثمان بن جلون عضو مجلس ادارة مؤسسة المهرجان اول من امس الاحد عن انشاء صندوق تمويل بمئة مليون دولار من اجل دعم صناعة السينما في المغرب، مشيراً الى ان الصندوق انشىء بشراكة مع مستثمرين وطنيين واجانب من اجل دفع الانتاج السينمائي والمرئي والمسموع في المغرب الى الامام. اما ابرز الجوائز التي وزعت في المهرجان فهي: النجمة الذهبية لمهرجان مراكش السينمائي الثاني لفيلم "غو" الياباني للمخرج ايزاوو يوكيسادا، جائزة افضل ممثل للذكور للممثل يوزوكي كوبوزوكا، جائزة لجنة المهرجان الخاصة لفيلم "بينديت لايك بيكهام" لغوريندر شادا بريطانيا، جائزة افضل ممثلة لكلارا خوري في فيلم "زواج رانيا" للمخرج الباكستاني هاني ابو اسد، جائزة محطة "تي في 5" التلفزيونية الفرنسية للمخرجة الجزائرية يمينة بشير شويخ عن فيلم "رشيدة" وهو احد خمسة عشر فيلماً ترشحت عن فئة "افلام الجنوب". وقدمت بشير التي تخوض عبر هذا الفيلم المندد بقوة ب"ثقافة الحقد والعنف"، تجربتها الاولى في السينما الروائية الطويلة، وأهدت جائزتها الى ذكرى شقيقها وكل الذين "استشهدوا" في الجزائر.