ندد المغرب بقوة بخروقات قامت بها طائرة هليكوبتر اسبانية حطت بعد ظهر أول من أمس على جزيرة ليلى، الأمر الذي نفته مدريد مؤكدة ان الطائرة حلقت فوق الجزيرة ولم تحط فيها. وأدى هذا الحادث الى الغاء زيارة كانت مقررة أمس يقوم بها وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى للعاصمة الاسبانية. ووصف بيان للخارجية المغربية التصرف بأنه "غير مقبول" وان خرق المجال الجوي والبري "يتعارض بوضوح مع روح ونص الاتفاق الذي توصل اليه البلدان في تموز يوليو الماضي" بواسطة وزير الخارجية الاميركي كولن باول، بعد اجتياح قوات اسبانية الجزيرة. وقالت مصادر رسمية في الرباط ان بن عيسى أبلغ نظيرته الاسبانية آنا بلاسيو "احتجاج المغرب الشديد"، وتنديده بالعمل العسكري الاسباني الذي انضاف الى خروقات سابقة، في اشارة الى نشر قوات اسبانية قبالة السواحل المتوسطية للبلاد، واجراء مناورات عسكرية في المياه الاقليمية المغربية. وأبلغ بن عيسى نظيرته الاسبانية تعليق اجتماع أمس الذي كان مقرراً أن تستضيفه مدريد للبحث في الملفات العالقة بين البلدين. وربط بيان رسمي مغربي بين الحادث والاتفاق السابق على عقد الاجتماع، اذ تساءل عن الدوافع الحقيقية لانزال طائرة عسكرية اسبانية فوق الجزيرة، وقال شهود عيان ان الأمر يتعلق بطائرتين حلقتا على ارتفاع مخفوض قبل ان تحطا فوق الجزيرة لفترة قصيرة. وأعرب رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي عن أمله في أن يحافظ المغرب واسبانيا على "علاقات متميزة"، أكثر واقعية وصادقة ومسؤولة، وأخذ على سلطات مدريد موقفها المنحاز من تطورات قضية الصحراء "في وقت اختارت فيه الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وقوى اوروبية أخرى موقفاً داعماً للحل السياسي"، في اشارة الى خطة الوسيط الدولي جيمس بيكر منح المحافظات الصحراوية حكماً ذاتياً موسعاً في اطار السيادة المغربية. وربطت مصادر ديبلوماسية بين اندلاع الأزمة مجدداً بين الرباطومدريد على جزيرة ليلى، والمواقف المتباينة التي عرضها المغرب واسبانيا امام الجمعية العامة للأمم المتحدة حول مستقبل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وزاد في تعقيد الموقف ان الأحزاب السياسية المغربية في المعارضة والموالاة ركزت في برامجها الانتخابية على ضرورة تحرير المدينتين، بالطرق السلمية. وفي مدريد أ ف ب، نفت الحكومة الاسبانية، في بيان رسمي، "اي انتهاك لاتفاق المحافظة على الوضع القائم في جزيرة ليلى برخيل بحسب التسمية الاسبانية مع المغرب. واكدت الحكومة الاسبانية برئاسة خوسيه ماريا اثنار "مجدداً رغبتها بمواصلة احترام هذا الاتفاق وابدت دهشتها للتفسير الذي قدمته السلطات المغربية" لتحليق مروحية اسبانية فوق الجزيرة غير المأهولة، مؤكدة ان "سفينة ومروحية اسبانيتين توجهتا في اتجاه جزيرة برخيل بعدما لاحظتا تحركات عسكرية مغربية في المنطقة. وتحققتا من ان هذه التحركات انتهت. واكتفت المروحية بالتحليق فوق المنطقة من دون ان تحط في اي لحظة في الجزيرة". وقال البيان ان مدريد "تأسف لكون هذا التفسير جاء على لسان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى لتعليق زيارته لمدريد"، معربة عن رغبتها في ان "تحصل زيارة وزير الخارجية المغربي في اسرع وقت ممكن".