مدريد - "الحياة" لم يعد سرًا أن إسبانيا استضافت "القمة" التي عقدها منظمو هجمات 11 أيلول سبتمبر، وأن اليمني رمزي بن الشيبة استعمل مطار مدريد ليغادر أوروبا نهائيًا إلى مكان مجهول قبل ستة أيام من الهجمات. اخيراً، اكتشف الاميركيون مكان وجود بن الشيبة وتمكنت شرطة باكستان من اعتقاله لأنه ارتكب خطأ كبيرًا بحسب الخبراء الامنيين بتحدثه بهاتف يعمل من طريق القمر الاصطناعي بن لادن يحطم الهاتف فور استعماله، فالتقطت إحدى طائرات التجسس "أواكس" الموجودة في المنطقة مكالمته. وانتقل فريق من المحققين الاسبان لملاقاة بن الشيبة في قاعدة أميركية في ألمانيا حيث يفترض أن تتوقف طائرته في طريقها الى اميركا، لمتابعة التحقيقات التي بدأتها مدريد بمشاركة المفوضية العامة للمعلومات في وزارة الداخلية التي يديرها خيسوس دي لا مورينا وعميلان للمكتب الفيديرالي الاميركي معتمدان في سفارة بلدهما في مدريد ومعرّف عنهما باسم إدواردو سانتشيز ولويس آرغويو. وبعد اعتقال بن الشيبة الذي يستعمل أسماء أخرى مثل محمد ثابت أو رمزي محمد عبدالله عمر، بدأت شرطة إسبانيا بتكثيف المراقبة على من تعتقد أنهم كانوا على علاقة واتصال به، على رغم أنها لم تكتشف بعد هوية مستضيفي "القمة" التي عقدت قبل ثمانية أسابيع من "11 أيلول" في منطقة تاراغونا ومنتجع سالو في خيرونا في مقاطعة كاتالونيا شرق البلاد. وشارك فيها إلى بن الشيبة ومحمد عطا، سعيد بحاجي ومروان الشحي وغيرهم. وكان بن الشيبة وصل إلى مطار "راوس" في تاراغونا بعد ظهر التاسع من تموز يوليو الماضي، آتيًا من هامبورغ. وبعد اختفائه حوالى ساعتين في ضواحي منتجع كامبريلس توجه بسيارة مستأجرة إلى فندق مونيكا برفقة زميل له، ربما كان سعيد بحاجي بحسب الاوصاف التي قدمتها موظفة الفندق التي رفضت إعطاءهما غرفة لأنها لم تثق بمنظرهما وتحججت بعدم وجود غرفة فارغة. لكنها تلقت مخابرة بعد قليل من فندق مجاور طلب منها غرفة لشخصين لم يكونا سوى بن الشيبة وزميله فلم تتمكن من رفضهما. أما عطا فنزل في فندق مجاور. وغادر بن الشيبة ورفيقه الغرفة 412 في الفندق صباح اليوم التالي بعدما دفع هو ببطاقة فيزا ولم يتناولا فطورهما اليومي. واختفى بن الشيبة وعطا ورفاقهما حتى الثالث عشر من الشهر نفسه، نزل بعدها اليمني في فندق سان جوردي في تارغونا ليغادر مطار المدينة إلى هامبورغ في الخامس عشر منه على متن طائرة كان عليها ثلاثة مواطنين عرب، لم يتحقق بعد من علاقتهم في حال صحتها برمزي بن الشيبة. عاد بن الشيبة إلى إسبانيا في الخامس من أيلول 2001 ببطاقة كانت تخوله العودة إلى ألمانيا في الخامس والعشرين من الشهر نفسه ولكنه لم يفعل. فالخبراء الامنيون الاسبان يحاولون معرفة القاعدة التي يتمتع بها عطا وبن الشيبة في إسبانيا ويؤكدون أن المواطن اليمني هو من القلة الذين لديهم معلومات حول بن لادن ومصيره اليوم وأنه لم يتلق تدريبات قاسية تساعده على كتم المعلومات وتأمل في أن يقودها اعتقاله إلى عدد كبير من رفاقه علماًًا أنها لا تثق كثيرًا في تحقيق أملها.