نيويورك، سيدني، برلين، كوالالمبور - أ ف ب، رويترز - استمرت في نيويورك أمس اتصالات مكثفة على هامش اجتماعات الأممالمتحدة ركزت على دفع العراق نحو قبول عودة المفتشين الدوليين. وحذرت استراليا من فشل هذه الجهود وأكدت انها قد تشارك في الهجوم الاميركي من دون ضوء أخضر دولي، فيما حذرت ماليزيا من أن الهجوم على العراق سيثير غضب المسلمين، وأكدت ايران معارضتها حملة أميركية منفردة على العراق. وتحدث الرئيس الأميركي جورج بوش في الاممالمتحدة تحت ضغط حلفائه لتبرير ضربة اميركية للعراق، ونجح في الحصول على رفع وان كان ضئيلا، للتحفظات وخصوصا في العالم العربي على اي اجراء يمكن ان يقرره مجلس الأمن، بما في ذلك الخيار العسكري. ولكن على رغم هذا الدعم سيكون على واشنطن التغلب على التحفظات وخصوصا تلك التي تبديها روسيا والصين الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الامن، في اعداد قرار ضد العراق. وحذر وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر أمس من ان الجهود الديبلوماسية لاقناع بغداد بالامتثال الى مطالب الاممالمتحدة المتعلقة بعودة مفتشي الاسلحة يمكن ان تفشل. وقال داونر في ختام لقاء مع وزير الخارجية العراقي ناجي صبري "في نهاية المطاف وفي حال فشلت الجهود الديبلوماسية سيكون على الشعوب والحكومات في انحاء العالم مواجهة شيء ما". واضاف: "اذا بلغنا النقطة التي تؤكد فيها الاممالمتحدة ان على العراق الامتثال لمطالبها ويقول العراق انه لا يريد الامتثال، ستطرح مسألة ما يجب على الاسرة الدولية ان تفعله". واعلن وزير الدفاع الاسترالي روبرت هيل أمام البرلمان في سيدني ان الحكومة يمكن ان توافق على المشاركة مع الولاياتالمتحدة في ضربة ضد العراق حتى من دون ضوء اخضر من الاممالمتحدة. وأفاد استطلاع للرأي ان ثلاثة من كل أربعة استراليين يعارضون ارسال جنود استراليين الى حرب ضد العراق أياً تكن هذه الحرب، بينما يعارض نصف الذين شملهم الاستطلاع عملاً حربياً بقيادة الولاياتالمتحدة. ماليزيا وفي كوالالمبور، حض رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد العراق أمس على السماح بعودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة فيما حذر واشنطن من ان اي هجوم على العراق سيثير غضب المسلمين. وسلم عبدالله احمد بدوي نائب رئيس الوزراء الماليزي رسالة مماثلة نيابة عن حركة عدم الانحياز الى وزير الخارجية العراقي ناجي صبري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة الاحد. وترأس ماليزيا الدورة الجديدة لحركة عدم الانحياز التي تضم 114 دولة كما ستتولى العام القادم رئاسة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 56 دولة اسلامية. ونقلت وكالة الانباء الماليزية عن مهاتير قوله للصحافيين: "نحن نسعى لتجنب اثارة حنق المسلمين". واضاف: "اذا هاجمت الولاياتالمتحدةالعراق فإن حتى خصوم العراق لن يوافقوا". خرازي الى ذلك جددت ايران معارضتها أي هجوم عسكري على خصمها السابق العراق وانتقدت الولاياتالمتحدة لأسلوبها المنفرد في شأن المشاكل العالمية مثل نزع السلاح. وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان بلاده تريد أن ينفذ العراق قرارات مجلس الأمن ويوافق على عودة مفتشي الأسلحة للسماح برفع العقوبات التي فرضت عليه بسبب غزوه الكويت في عام 1990. وأضاف: "نعارض أي اجراء منفرد أو تدخل عسكري في العراق، ونؤكد الدور المحوري للأمم المتحدة في هذا الصدد، ونتمسك بأن الأمر يعود الى الشعب العراقي في تحديد مستقبله من خلال الوسائل الديموقراطية". واتهم خرازي الولاياتالمتحدة من دون أن يسميها بتقويض الجهود الدولية للحد من تجارب الاسلحة النووية والصواريخ ذاتية الدفع والاسلحة البيولوجية وتجارة الاسلحة الصغيرة. وقال خرازي ان القانون الدولي أعطى الفلسطينيين الحق في محاربة الاحتلال الاسرائيلي. وأضاف ان "وصف شعب لا يفعل شيئاً سوى انه يحارب لتحرير أرضه بأنه ارهابي... أمر لا بد من ادانته". ولم يشر الى اسرائيل لكنه أوضح ان ايران لن ترفض سياسة القيادة الفلسطينية الساعية الى حل يقوم على أساس دولتين لصراع الشرق الأوسط. وقال: "نحترم الخيار الذي يحدده الشعب الفلسطيني". وقال انه لا بد من معالجة المشكلات العالمية من خلال التعاون الدولي الوثيق في اطار ديموقراطي. وأضاف ان "الامتداد المنطقي لمثل هذا المنهج هو الرفض الواضح لمحاولات دولة منفردة مهما كانت قوتها فرض معاييرها وسياستها". ودعا خرازي ونظيره الروسي ايغور ايفانوف الحكومة العراقية الى التعاون مع الاممالمتحدة والموافقة على عودة المفتشين الى العراق. وشدد خرازي خلال اجتماعه مع ايفانوف في نيويورك على ضرورة تعاون العراق مع الاممالمتحدة، وقال ان احالة الموضوع على الاممالمتحدة كان انتصاراً للمجتمع الدولي و تأكيداً لمعارضته للاجراءات التي تتخذ من جانب واحد. وألمح الى العلاقات التي تربط بين القضيتين الفلسطينية والعراقية وقال ان اسرائيل تريد من خلال لفت الانظار الى العراق تعزيز ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني مطالباً الاسرة الدولية بالحيلولة دون اتخاذ الكيان الصهيوني مثل هذه الاجراءات. وأكد وزير الخارجية الروسي ضرورة بذل الجهود للحيلولة دون شن هجوم على العراق مبينا ان ذلك سيلحق اضراراً بالغة بالمنطقة كلها.