أكد الرئيس حسني مبارك، عقب اعادة انتخابه امس رئيساً للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم، ان عملية التغيير والتطوير داخل الحزب أصبحت حقيقة واقعة تحظى بتأييد واسع بين انصاره وكوادره، فيما كشف السيد جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، في كلمته امام المؤتمر جوانب الخلاف والصراع الذي دار بين أنصار ومعارضي التغيير. راجع ص 6. وكان المؤتمر العام الثامن للحزب استهل جلسته العامة الأولى في القاهرة، بمشاركة نحو ستة آلاف عضو، بمناقشة افكار التطوير والتغيير التي قدمها جمال مبارك، ومن أبرزها السماح بترشيح اكثر من منافس لمنصب رئيس الحزب والدعوة الى تصحيح العلاقة بين الحزب والحكومة وعقد مؤتمر سنوي لتغيير ربع القيادات الحزبية بصورة دورية. وأشار نجل الرئيس المصري الى ان اتجاهات داخل الحزب، لم يحددها، عارضت عملية التغيير والتطوير المقترحة واعتبرت ان لا جدوى منها نظرا الى حياذة الحزب على الغالبية البرلمانية وامتلاكه عدداً ضخماً من الكوادر والقيادات ونجاح الحكومة في تحقيق منجزات وخطوات ايجابية، وخشية ان تؤدي التغييرات المقترحة الى الاخلال بالأوضاع المستقرة. وقال "أن مناقشات داخل الحزب في اطار ديموقراطي اظهرت الرغبة لدى قطاعات كبيرة بالتغيير والتطوير وتوسيع دور الشباب، بعد أن أتاح المناخ السياسي في البلاد ظهور قوى جديدة قادرة على التعاطي مع التفاعلات الدولية التي فرضت تعميق الاصلاح والتطوير". ومع بدء المؤتمر لاعماله التي ستستمر ثلاثة ايام، ما زال الغموض يلف مصير اسماء المرشحين للمناصب الرئيسية في الحزب، وذلك بعد تسريبات عن تغييرات في المواقع تستهدف إسدال الستار على هيمنة الحرس القديم المتفرد بشؤون الحزب والحكومة لنحو عشرين عاما، في حين تحدث البعض عن اقتصار التعديلات على اقتسام السلطة بين هذه القيادات وبين الجيل الشاب الذي يقوده جمال مبارك. ومن المقرر أن يحسم المؤتمر العام اليوم تشكيل المكتب السياسي الجديد بالتصويت على قائمة يقترحها رئيس الحزب، تمهيداً لاختيار الأمانة العامة غداً والتي يرى المراقبون انها ستوضح وبدرجة كبيرة نتائج الصراع داخل الحزب وما اذا كان التغيير في داخله سيعكس امكانات لتطوير الواقع السياسي في البلاد.