رأس الرئيس حسني مبارك، بصفته رئيساً للحزب الوطني الحاكم اجتماعا للحزب لدرس الاجراءات النهائية لعقد المؤتمر العام، منتصف الشهر المقبل، واقرار نتائج الانتخابات الداخلية والوثائق الفكرية والتنظيمية التي ادخلت عليها تعديلات مهمة تتعلق بتطوير بنية الحزب الاساسية في المرحلة المقبلة. وقال وزير الاعلام صفوت الشريف ان الاجتماع الذي حضره اعضاء هيئة مكتب الامانة العامة للحزب ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد، تناول الترتيبات المتعلقة بالاعداد للمؤتمر العام. وكانت الانتخابات الداخلية حسمت الخلاف بين قيادات محلية في الحزب واعضاء البرلمان باستبعاد الاخيرين من رئاسة الاقسام والمراكز على المستوى الوطني، لمصلحة القيادات المحلية، وذلك لوضع حد للانتقادات المتكررة في شأن احتكار القيادات التقليدية وانصارها للمناصب العليا. واشار التقرير الحزبي الذي درسه الاجتماع الى حصول تغييرات واسعة تصل الى سبعين في المئة في المناصب القيادية المحلية والوسيطة وحصول الشباب على حوالي ستين في المئة من هذه المناصب، وارتفاع نسبة تمثيل المرأة الى حوالي عشرة في المئة من اصل 120 الفاً تم اختيارهم في الانتخابات التي انتهت مطلع الشهر الجاري. وكانت الانتخابات الداخلية للحزب شهدت صراعاً حاداً بين جيل الشباب والقيادات التقليدية، عكس التباين الواضح في الرؤى المقترحة داخل الامانة العامة للحزب بين الحرس القديم وبين الجيل الجديد الذي يقوده السيد جمال مبارك، والذي نجح في طرح تصور مستقبلي للحزب يهدف الى تفعيل وجوده الشعبي في المرحلة المقبلة عقب الانتكاسة التي تعرض لها في الانتخابات البرلمانية قبل عامين. وشدد مبارك خلال الاجتماع على "اهمية وجود نظرة مستقبلية، وعمل حزبي فاعل يستند الى اطارات ديموقراطية وأداء مؤسس ويلتزم حق الاعضاء في شغل المواقع القيادية طبقاً للسياسات الجديدة والنظام الاساسي الذي سيصادق عليه المؤتمر العام من اجل تحقيق مشاركة وفاعلية والتزام بين اعضاء الحزب". ولفت مبارك الى "ان التطوير والتحديث يمثلان ضرورة من اجل حزب فاعل يعيش قضايا الجماهير ويتحول الى بوتقة للعمل الوطني بما يزيد من قدرة الممارسة الديموقراطية والتعبير الصحيح عن نبض الشارع من خلال توسيع المشاركة في صنع القرار لكل اعضاء الحزب". ويتوقع ان يجدد المؤتمر العام انتخاب مبارك رئيساً للحزب لدورة جديدة، في حين رجحت مصادر مطلعة حصول حركة تغييرات محدودة في الامانة العامة وهيئة المكتب لتحقيق مزيد من التوازن بين الحرس القديم والجيل الجديد لمصلحة الاخير.