استوكهولم - "الحياة" أقفلت صناديق الاقتراع في الانتخابات الاشتراعية السويدية مساء امس، من دون حسم المعركة لمصلحة حزب معين. فانتخابات هذه السنة، حملت الكثير من المفاجآت، اهمها تدهور اسهم الحزب الديموقراطي - الاشتراكي الحاكم الذي وعدته استطلاعات للرأي أجريت قبل شهرين بحصد غالبية مقاعد البرلمان. اما المفاجأة الأكبر كانت حزب الشعب الليبرالي الذي ينتمي الى كتلة اليمين. فبعدما كان هذا الحزب مهدداً بعدم تمكنه من الحصول على نسبة 4 في المئة المطلوبة لدخول البرلمان، صعدت اسهمه بعدما اظهرت استطلاعات الرأي حصوله على .514 في المئة، ليصبح بذلك ثالث حزب في السويد بعد الاشتراكي الحاكم وحزب المحافظين. وتمكن حزب الشعب من جذب ناخبين من حزب المحافظين وتيارات يمينية اخرى، بعدما لعب على قضايا الهجرة والمهاجرين. واستفاد الحزب من الفوز الذي حققه مثيله الدنماركي في الانتخابات في بلاده، بعدما اظهر تشدداً في قضايا اللجوء والهجرة. ولكن حزب الشعب السويدي نفى طوال الحملة الانتخابية ان يكون معادياً للأجانب وأكد انه من مشجعي فتح باب الهجرة للعمالة الاجنبية. ولكن المراقبين اجمعوا على ان سبب نجاح حزب الشعب اثارته قضية فرض شروط على المهاجرين في السويد، اهمها اجراء امتحانات اجادة اللغة المحلية وحرمان الراسبين فيها من الجنسية. واثر ارتفاع شعبية حزب الشعب على حزب المحافظين الذي انخفضت اسهمه السياسية، كما خلق خلافاً بين احزاب كتلة اليمين على منصب رئاسة الوزراء في حال فازت الكتلة في الانتخابات. وعلى رغم ان الحزب الاشتراكي تمكن خلال فترة توليه الحكم من رفع دخل العائلة السويدية بنسبة 15 في المئة، فهو لن يحصد غالبية مقاعد البرلمان لتشكيل حكومة. ولكن في الساعات الاخيرة للانتخابات استغنى حزب البيئة عن مطلبه بمقاعد في حكومة مقبلة، وأعلن انه لن يدعم حكومة اليمين وبهذا ضمن الحزب الاشتراكي اصوات ممثلي حزب البيئة. ولوحظ حضور عربي واسلامي بين مرشحي الاحزاب السويدية بينهم اللبناني خالد وفائي عن حزب المحافظين، والفلسطينية - السويدية ايفون رويدا عن حزب البيئة، وعدد آخر من المرشحين الى البلديات من بينهم السوري طلال إمام عن الحزب الاشتراكي.