سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خلاف على استخدام القوة العسكرية ... أنان يطلب مساعدة العرب في اقناع بغداد ... سترو ل "الحياة": "نفضل الوسائل الديبلوماسية ولكن". سعود الفيصل يحض العراق على خطوة تستبق قرار مجلس الامن
حضّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الحكومة العراقية على استباق صدور قرار لمجلس الأمن بالموافقة على عودة المفتشين... وقال في حديث الى "الحياة" نصه ص ... ان من "الحكمة ان تبادر بغداد الى قبول المفتشين قبل صدور قرار مجلس الأمن لاستغلال الفرصة المتاحة من دون شروط أو ربط مسبق بمصير العقوبات، اذ ان الامتثال سيؤدي الى رفعها". ويقوم الرئيس المصري حسني مبارك خلال الاسبوع المقبل بجولة على عدد من الدول العربية للحصول على دعمها في محاولة اقناع العراق بالموافقة على عودة المفتشين الدوليين في نزع السلاح. وسيزور لهذه الغاية السعودية وسورية والاردن، كما سيرسل موفدين الى دول عربية اخرى. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش امس انه ينبغي للأمم المتحدة ان تبدي "قدراً من الشجاعة" وتتصدى للرئيس العراقي صدام حسين، لكن الولاياتالمتحدة مستعدة للقيام بذلك بمفردها اذا اقتضى الأمر. وطرحت الولاياتالمتحدة وبريطانيا افكاراً لمشروع القرار في شأن العراق تضمنت اعتبار العراق في حال "خرق مادي" لكل قرارات مجلس الأمن، وتحديد فترة زمنية قصيرة وموعد محدد لامتثاله، واعطاء صلاحية للدول لاتخاذ "كل الاجراءات الضرورية" إذا لم ينفذ العراق المطلوب منه في الموعد المحدد. وبرزت بوادر اجماع بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن واكثرية الدول الاعضاء الاخرى المنتخبة على العناصر الآتية: عودة المفتشين الى العراق، وتحديد اطار زمني معقول، وعدم تقدم العراق بأي شروط مسبقة. إلا ان المواقف لا تزال مختلفة في شأن استخدام القوة العسكرية. كما في شأن ما يجب ان يتضمنه مشروع القرار وان كان الأمر يتطلب قراراً واحداً أو اثنين. وشدد وزير خارجية الصين تانغ جياكزوان على "اننا مع التسوية السلمية لمسألة العراق"، وقال في خطابه امام الجمعية العامة "يجب بذل الجهود لمنع التوسيع الاعتباطي لإطار حملة مكافحة الارهاب". كذلك شدد وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف على "التسوية السلمية" على اساس امتثال العراق للقرارات. واستمر الجانب الروسي بمحاولة ايضاح الطريق الى رفع العقوبات مقابل امتثال العراق التام بالقرارات انما لم يكن واضحاً مدى اصرار الروس على ذلك. وبدأ العمل على الأفكار العامة لمشروع أو مشروعي القرار الذي ينوي مجلس الأمن اصداره، لكن التفاصيل هي التي تشكل التحدي الأكبر لأعضاء مجلس الأمن، خصوصاً ان المسؤولين الاميركيين يتحدثون عن قرار "مختلف" من "نوع آخر غير القرارات السابقة". هذا التعبير، حسبما علمت "الحياة"، قد يصب في خانة نوعية وسائل إزالة أسلحة الدمار الشامل في العراق وبرامجها، وما إذا كانت المهمة ستوكل حصراً الى "لجنة الرصد والتحقيق والتفتيش" انموفيك التي يترأسها هانز بليكس، أو الى هيئات اخرى اضافية. هذا اضافة الى نوعية المهمات التي سيقوم بها المفتشون، وهل ستكون اقتحامية أم لا. وحسب المؤشرات، فإن الفكرة الاساسية تقوم على الابتعاد عن المهمات التقليدية للمفتشين الدوليين التي لن تكون كافية للتأكد من إزالة أسلحة الدمار الشامل في العراق، في رأي اقطاب الادارة الأميركية مثل نائب الرئيس ديك تشيني. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في حديث تنشره "الحياة" غداً ان موقف الحكومة البريطانية هو ان "هناك تهديداً خطيراً يشكله صدام حسين ولا مناص من التعاطي معه. نحن نفضل كثيراً التعاطي معه بالوسائل الديبلوماسية. لكنني أعرف عن صدام حسين ما يكفي لادرك انه سيلبي القرارات فقط اذا فهم تماماً عواقب الفشل في تلبيتها". واجتمع وزراء الخارجية العرب امس في مقر الأممالمتحدة، وشارك في الاجتماع، للمرة الأولى، الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان بهدف البحث في ملف العراق على صعيدي الحوار بينه وبين الحكومة العراقية والفرصة المتاحة من خلال وضع الرئيس الاميركي الملف في مجلس الأمن. وسألت "الحياة" الأمين العام انان ماذا طلب من الوزراء العرب اثناء الاجتماع، فقال: "المساعدة على اعادة المفتشين" الى العراق. وحسب مصادر حضرت الاجتماع تكلم انان عن "قضيتين اساسيتين"، الصراع العربي - الاسرائيلي والمجهود الذي تبذله "الرباعية" ومبعوثه الخاص، وقال انه "سيواصل جهوده في هذا الاطار". وتطرق ايضاً الى المبادرة العربية التي تبنتها قمة بيروت وقال، حسب المصادر، انها "لا تزال عاملة وقد تشكل مخرجاً للمأزق الذي وصل اليه الوضع في المنطقة". وتابعت المصادر ان انان تحدث عن الوضع المتعلق بالعراق، وقال: "ان على العراق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وان هذا هو المخرج الوحيد لتفادي تطورات لا أحد يعرف نهايتها وانعكاساتها على كل المنطقة". وتكلم في الاجتماع وزير خارجية العراقي ناجي صبري ولفت الى ان العراق "لم يطرد" المفتشين. ووصفت المصادر ما قاله صبري بأنه "يشكل الانفراج"، مشيرة الى "ليونة في اللغة العراقية" لجهة عودة المفتشين عبر عنها الوزير العراقي ولجهة "الأمن والسلام" في المنطقة. ونقلت المصادر عنه قوله ان العراق "مع حل، لكن المفتشين لا يعودون الى العمل الى ما لا نهاية وانما ضمن ضمانات بأنهم سيصلون الى نتيجة تؤدي الى رفع العقوبات". وسيجتمع انان وصبري مطلع الاسبوع المقبل علماً ان الحوار الذي بدأ بين الطرفين توقف بعد محادثات فيينا. وحسب مصادر اخرى ضغط الوزراء العرب على الوزير العراقي من أجل موقف ينطلق من عودة المفتشين حفاظاً على السلم والأمن. والتقى وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان نظيره العراقي صبري، وافاد ديبلوماسي فرنسي ان فرنسا ارادت ان توضح للعراق انه ينبغي عليه ان لا يراهن على خلافات في وجهات النظر داخل الاسرة الدولية بشأنه.