تمّ الاتفاق بين الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والحكومة العراقية على استئناف الحوار بينهما في 7 الشهر المقبل في نيويورك. وقال الناطق باسم أنان ان "الامين العام يتوقع ان تركّز المباحثات على تنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة، بما في ذلك عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى العراق". وسيمثل العراق وزير الخارجية ناجي صبري. وكان أنان وصف "أي هجوم على العراق في هذه المرحلة" بأنه "عمل غير حكيم". وأعرب بعد لقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أمس في لندن، عن اعتقاده بأن "واشنطن لم تتخذ القرار بعد بشأن ما يجب القيام به بخصوص العراق". وأضاف "لكني سبق وقلت علناً أن أي هجوم على العراق في هذه المرحلة سيكون عملاً غير حكيم". لافروف: اهمية ازالة الغموض وشدد سفير روسيا سيرغي لافروف على اهمية ازالة الغموض عن القرار 1284 الذي وضع شروط وظروف تعليق العقوبات ثم رفعها عن العراق، بترابط مع عودة المفتشين الدوليين. وقال ل"الحياة" ان "السبيل الوحيد لعودة المفتشين الى العراق هو في ايضاح القرار 1284 فهذه هي الفرصة الوحيدة". واشار لافروف الى "الموازاة" بين ازالة الغموض عن القرار 1284 وبين اقرار "قائمة البضائع ذات الاستخدام المزدوج" مقرّاً بأن "لا ترابط بين الاثنين". لكنه أكد ان "جزءاً من الاجماع" الذي توصل اليه مجلس الامن عندما تبنى قراره الاخير انطوى على العمل على "ازالة الغموض" عن القرار 1284. وحتى الآن، كما أكد لافروف، لم تعقد اي مباحثات في شأن 1284 على رغم مرور ثلاثة شهور على تبني القرار الاخير. وقال لافروف، ان هناك املاً بعقد تلك المباحثات قريباً". وتكمن اهمية ازالة الغموض عن 1284 في الربط بين عودة المفتشين ومصير العقوبات المفروض على العراق، في حين ان الموقف الاميركي يتجنّب التطرّق الى مصير العقوبات ويطالب بعودة المفتشين بصورة مستقلة عن العقوبات. وحسب الناطق باسم الامين العام ستُعقد جولة الحوار بين وزير خارجية العراق وبين الامين العام ليوم واحد في 7 آذار مارس، ليعود بعدها وزير خارجية العراق الى المنطقة ويشارك في اجتماعات وزراء الخارجية العرب تحضيراً للقمة العربية. وزاد الناطق انه في حال وجد الطرفان حاجة لجولة اخرى من الحوار، فذلك سيتم بعد 5 نيسان ابريل بسبب القمة العربية وبرامج سفر الامين العام. قلق داخل حزب العمال وكانت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية نشرت أول من أمس ان بلير سيعقد قمة في واشنطن مع الرئيس جورج بوش الشهر المقبل "لوضع اللمسات الأخيرة على خطة عسكرية لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين"، في حين امتنع مكتب رئيس الوزراء البريطاني عن التعليق على المعلومات التي أوردتها الصحيفة، وقال الناطق باسمه: "لا نؤكد ابداً الالتزامات المستقبلية لرئيس الوزراء". واضاف "الا أننا نشاطر الولاياتالمتحدة قلقها بشأن تمويل الارهاب وتطوير العراق اسلحة دمار شامل". ودعت عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال أليس ماهون رئيس الوزراء البريطاني الى توضيح موقفه ازاء هجوم محتمل قد تشنه واشنطن على العراق، وأضافت في بيان أمس ان "من حق الرأي العام البريطاني ان يعرف ما اذا كان رئيس الوزراء قد يلزم الحكومة بمساندة هجوم على العراق عندما يزور واشنطن بعد بضعة اسابيع"، مشيرة الى "تنامي الشعور بعدم الارتياح ازاء التأييد المستمر للمغامرات العسكرية للرئيس بوش". ويعكس هذا البيان تزايد القلق داخل حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه بلير ازاء التأييد الكبير الذي يبديه رئيس الوزراء البريطاني تجاه الموقف الأميركي لضربة عسكرية للعراق وذلك خلافاً للموقف المعلن لحكومته ولرأي غالبية حزب العمال.