في نطاق استعادة ذكرى ما حدث في 11 أيلول سبتمبر من العام الفائت استفتى ملحق "سينما وفضائيات" عدداً من السينمائيين العرب عن نظراتهم الى ما حدث. البعض استجاب وأجاب، والبعض استنكف مفضلاً الصمت. وهنا اجابات لعدد من السينمائيين الذين شاؤوا الادلاء بدلوهم. المخرجة ايناس الدغيدي: "أنا استبعد ان يكون منفذو حادث 11 أيلول من المسلمين وانما اعتقد ان الصهاينة هم الذين خططوا لهذا الحادث. لأن مثل هذه الجرائم يكون وراءها عقول أناس لهم أهدافهم في السيطرة على الادارة الأميركية، ولهذا لا أصدق أبداً أن يكون بن لادن وأعوانه هم المنفذون. وقد يكون المنفذون مسلمين بتخطيط صهيوني لإظهار ان الإسلامي ارهابي. ان فرحة الشعوب الإسلامية عندما حدث ما حدث لم تكن تؤيد الارهاب بقدر ما كانت فرحة لهزيمة أميركا "المفترية". وأنا كسينمائية لا أتخيل صورة نيويورك من غير البرجين. لذلك أرى انها ضربة نفسية. ان الذين ضربوا انما ضربوا ما يميز أميركا. أما بالنسبة الى التصوير الذي قيل انه تصادف مع الحادث، فأنا كمخرجة أقول ان من قام بالتصوير محترف وليس هاوياً، لأنني عندما شاهدت التصوير لم أر هناك اهتزازاً في الكاميرا كما ان الحادث كان صعباً، من الطبيعي عندما نشاهد ما دُمر تحدث لنا مفاجآت وصدمة ولكن الذي صوّر لم يظهر على الكاميرا التي يحملها شيء من ذلك، ولهذا فإنني أؤكد انها عملية مخططة ومدبرة وهي نتاج تفكير صهيوني من داخل أميركا نفسها". المخرج داود عبدالسيد: "كنت أنظر الى 11 أيلول بشكل فيه ادانة للعملية، وبعد مرور عام، فتحت أبواب جهنم - أنت ترى ما تأثيرها في فلسطينوالعراق وقبل ذلك أفغانستان. ما يهمنا كعرب هو تأثير هذا الحادث في أوضاعنا، وللأسف أميركا أصبحت أقرب لوجهة النظر الاسرائيلية". وبالنسبة الى العراق هناك تشدد في الرغبة في ضربة ضد العراق. الخلاصة أن أحداث 11 أيلول فتحت أبواب جهنم على المنطقة العربية ولم تغلق أبوابها". الكاتب وحيد حامد: "أنا رأيي الشخصي أن أحداث 11 ايلول كانت نتيجة تخطيط أميركي على رغم ان العناصر المنفذة غير اميركية، وذلك لتحقيق أهداف اميركية في العالم. وأعتقد أن هذا السيناريو الاميركي ثمن صغير وقليل جداً في مقابل احتلال منطقة الشرق الاوسط كلها". المخرج محمد خان: "هناك سلبيات كثيرة اوجدتها أحداث 11 ايلول، فإلى جانب الضحايا الكثيرين فإن هذه الأحداث اعطت الفرصة لاميركا لتتحول الى "وحش" كاسر، كما أن هذه الأحداث أدت الى عدم توازن كامل في المنطقة وتم التغاضي عن العدالة. ومهما يكن فأنا في الماضي لم أر أبداً جمالاً في الابراج ولهذا فوجود برجي مركز التجارة وعدم وجودهما لا يفرق عندي ولهذا لا أفتقدهما كشكل". المخرج سمير حبشي: "الكارثة بمثابة سيناريو مركّب وما جرى في 11 أيلول كان حدثاً تحولياً في السياسة العالمية. صحيح قامت السينما الأميركية خلال تاريخها الغني بصنع الكثير من الأفلام التي تعتبر من قبيل الفانتازيا، إلا انها لم تكن واقعية وصادقة بالقدر نفسه الذي شاهدناه هناك وكأنه يوجد سيناريست حاذق جالس على كرسيه ويفبرك كل ما حدث بأدق التفاصيل". المخرج جان شمعون: "للوهلة الأولى يظن المرء نفسه في مشهد لفيلم غريب حيث لا يصدق المرء ما يراه وكأن الصور بعيدة عن الواقع ومأخوذة من أحد الأفلام الأجنبية. ففي اللحظات الأولى تختلط المشاعر وتصبح الأمور ممزوجة ببعضها بعضاً وهو احساس غريب نصادفه وكأن المشاهد عبارة عن رسوم متحركة مفبركة على الكومبيوتر". فؤاد عليوان: "كانت أميركا قبل 11 أيلول أفقاً بل فضاءً آخر لأرض الحرية والأحلام، وبخاصة لجيل الشباب الذي كان يعانق الحلم الأميركي من خلال السينما والموسيقى وطريقة الحياة البسيطة التي تتسع لكل من أراد ان يقدم شيئاً جديداً للمجتمع الأميركي الملون. كانت أميركا تعرف ببلاد الفرص المتاحة تحت مقولة بلاد العم سام للجميع. أما بعد 11 أيلول عندما دمر أحد رموز الحرية في نيويورك، هذه المدينة الصاخبة والمعروفة بعاصمة العالم الجديد، دخلت أميركا في نفق الرعب والقلق وأدخلت العالم معها في عبثية طاولت القريب والبعيد. بعد 11 أيلول أخاف على أميركا من نفسها، بأن تفقد صوابها، لأن لا طعم لأميركا من دون حريتها وتعدد شعوبها وثقافاتها... وأخاف على العرب من أن يتحولوا الى مشبوهين في العالم الجديد بعد ان كانوا رواداً للحضارة. ولا أخاف على الصهاينة ولا نخاف منهم، فهم أعداؤنا وأعداء الأحرار في العالم، فليرحلوا عن بلادنا... انهم بلاء الإنسانية جمعاء...". المخرج أسد فولادكار: "ما حدث في 11 أيلول بمثابة هستيريا جماعية أصابت العالم كله وأنا شخصياً ترجمت هذه الحادثة المأسوية بفيلم انهيت تصويره منذ فترة تحت عنوان "هستيريا" وكنت كتبته قبل وقوع أحداث أيلول فجاء صورة طبق الأصل عن هذا الواقع. فأمور كثيرة لا ننتبه لها مع انها قريبة جداً منا. والهستيريا هنا هي عبارة عن عدم فهم الآخر: فلا نحن نفهم الإنسان الموجود في الغرب ولا هو يفهمنا. وأرى انه مع تطور العالم وانفتاحه بات هناك انفتاح كامل على كل المناطق، لكن المؤسف ان الانفتاح التكنولوجي لم يستتبعه انفتاح اجتماعي وهكذا لم نعد في المستوى ذاته لا بل أصبح لدينا هاجس الخوف من الآخر الذي ينتج منه أمور وخيمة".