لندن - رويترز - أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس انه لا يمكن للعالم "ان يقف مكتوب الأيدي ويسمح للعراق بتطوير أسلحة دمار شامل في انتهاك صارخ" لقرارات الأممالمتحدة. وأضاف انه لا يوجد خيار سوى اللجوء الى عمل ازاء سلوك العراق، لكنه اكد أنه لم تتخذ قرارات بعد حول طبيعة العمل. واضاف بلير للصحافيين الذين يرافقونه في رحلة تستغرق ثلاثة أيام في افريقيا: "لا يمكن ان يقف العالم موقف المتفرج ويسمح للعراق بانتهاك صارخ لجميع قرارات الأممالمتحدة بتطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية". وزاد ان "عدم عمل شيء ازاء انتهاك العراق قرارات الأممالمتحدة ليس خياراً مطروحاً. وهذا هو القرار الوحيد الذي اتخذ حتى الآن. وما يجب ان نفعله في هذا الشأن مسألة مفتوحة". ومنذ ان تحدث الرئىس جورج بوش عن هذه القضية في تموز يوليو الماضي صعدت الإدارة الأميركية حملتها الكلامية ضد الرئيس العراقي صدام حسين، مؤكدة عزمها على القيام بعمل عسكري ضد بغداد. وأعلن الزعماء الألمان والفرنسيون انهم يعارضون أي عمل عسكري اميركي من دون قرار جديد من مجلس الأمن، تاركين بلير معزولاً بين كبار الزعماء الأوروبيين في تأييده القوي للموقف الأميركي. وعندما سئل بلير عن رد فعله على تصريحات في الأسابيع القليلة الماضية تنتقد الولاياتالمتحدة والى حد ما المواقف البريطانية من العمل العسكري، قال: "هناك سجل مرجعي في كوسوفو وافغانستان... فقد تصرفنا بهدوء وبطريقة معقولة ومحسوبة بأكبر تأييد دولي ممكن". وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أعلن في وقت سابق أمس ان أي عمل عسكري ضد العراق ليس وشيكاً لكنه تعهد باستدعاء البرلمان من عطلته الصيفية لبحث القضية اذا اتخذ قرار بتوجيه ضربة. وقال سترو ان الرئيس العراقي صدام حسين يمكنه ان يتخذ اجراء لتقليل مخاطر التعرض لضربة بقيادة الولاياتالمتحدة ضده وضد نظامه اذا التزم تعهداته الدولية التي حددها مجلس الأمن. وأضاف في حديث الى هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي ان "العمل العسكري ليس وشيكاً ويمكن ان يصبح أقل حتمية بدرجة كبيرة اذا التزم صدام حسين تعهداته الواضحة التي حددها مجلس الأمن له". وزاد ان "خيار استخدام القوة العسكرية يجب ان يكون مطروحاً اذا تقاعس الرئيس العراقي". وقال بلير خلال الرحلة الجوية التي تستغرق 11 ساعة الى افريقيا في بداية جولة تستغرق ثلاثة ايام يزور خلالها موزامبيق ويتحدث أمام قمة الأرض انه لم يحدث شيء في الشهر الماضي يجعله يغير رأيه. وأضاف: "لم يتغير شيء في الاسابيع القليلة الماضي. لم يتغير شيء ولم تتغير آرائي قيد أنملة". وتظهر استطلاعات الرأي ان الحرب على العراق لن تحظى بتأييد في بريطانيا لا سيما من الناشطين في حزب العمال الذي يتزعمه بلير. وهناك حديث عن ان خلافاً خطيراً حول العراق سيظهر داخل الحزب عندما يلتقي في مؤتمره خلال اسابيع، وفي محاولة لتهدئة النزاع قال سترو انه ستتاح للبرلمان الفرصة لبحث القضية اذا اتخذ أي قرار بعمل عسكري ضد العراق. وتابع ان "الترتيبات المعتادة هي انه اذا كان سيقع عمل عسكري فإن الحكومة ستجتمع وتتخذ قرارات ثم... يستدعى البرلمان وهذا ما سيحدث في هذه المناسبة". لكنه اضاف: "لا أعتقد ولو للحظة واحدة ان قرارات بعمل عسكري وشيكة... ولذلك فإن فكرة استدعاء البرلمان في الاسابيع القليلة احتمال بعيد للغاية". وفي الأيام الأخيرة اكد سترو ان الأولوية بالنسبة الى بريطانيا هي عودة مفتشي الأسلحة الى العراق، فيما قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، ان استئناف التفتيش سيكون مضيعة للوقت. ونأى سترو بنفسه عن النداءات المتكررة من ادارة الرئيس جورج بوش "لتغيير النظام" في العراق، وجدد تأكيده أمس ان "التركيز يجب ان يكون على عودة مفتشي الأسلحة".