يتجه المفاوضون من الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى التوقيع على اطار تفاهم جديد مع نهاية الجولة الحالية والثانية من المحادثات في بلدة مشاكوس، قرب العاصمة الكينية نيروبي، على ان تجرى جولة ثالثة في تشرين الاول اكتوبر تتناول المسائل الاجرائية. راجع ص 6. واصبح من الممكن التوقيع على اطار تفاهم جديد، بعد "بروتوكول مشاكوس" الذي نص على استفتاء تقرير المصير، اثر تجاوز الخلافات على مفهوم الكيان الجنوبي وتحديده بوساطة من "الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف"ايغاد وشركائها. ولم تمنع المفاوضات المستمرة في مشاكوس حتى منتصف الشهر الجاري تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن اعمال عنف يشهدها الجنوب السوداني. فبعدما اتهمت "الحركة الشعبية" بقيادة العقيد جون قرنق الجيش السوداني بالهجوم والقصف على مناطق جنوبية، وهددت برد عنيف، اتهم الجيش السوداني بدوره "الحركة بقصف مواقعه. ونقلت صحيفة "الانباء" السودانية عن ناطق باسم الجيش ان قوات قرنق اكدت من جديد "طبيعتها العدوانية" وقصفت مواقع للقوات المسلحة في لابولو وتوريت الواقعة وسط مراكز تجمعات مدنية. وتقع المنطقتان قرب الحدود الاوغندية والكينية الواقعة على بعد نحو 1200 كيلومتر جنوبالخرطوم. وقال ان "هذه الهجمات تأتي بينما المفاوضات جارية بين الحكومة وحركة التمرد في كينيا للتوصل الى السلام وبعد ان اوقفت القوات المسلحة الحكومية عملياتها لايجاد جو ملائم للمفاوضات". واكد ان قصف هذه المواقع يدل على ان "الجيش الشعبي" "اختار الحرب بدل السلام"، مؤكداً ان الجيش "يحتفظ بحق الرد لحماية مواطنيه وافراده". وفي الخرطوم، نقلت وكالة "فرانس برس" عن صديق الترابي، نجل الزعيم الاسلامي الدكتور حسن الترابي الذي يخضع للاقامة الجبرية، ان والده نقل من مقر اقامته الى جهة مجهولة. وجاءت هذه العملية بعد اعتقال العديد من القربين الى الترابي، خصوصا قيادات في حزب المؤتمر الوطني الشعبي الذي يتزعمه. ووجهت الى بعض المعتقلين اتهامات بالتخطيط للقيام بعمليات تخريب. وقال صديق الترابي عن والده الذي تردد انه نقل الى سجن كوبر: "لا نعرف الى أين نقل. بعضهم يقول انه نُقل الى منزل آخر، وآخرون يقولون انه اقتيد الى بور سودان على البحر الاحمر". واضاف: "يبدو ان والدي محتجز رهينة للحؤول دون تنفيذ عملية محتملة ضد الحكومة"، من دون توضيحات اضافية.