لوحت الحكومة السودانية أمس بحسم مشكلة جنوب السودان عسكرياً، مشيرة الى ان ذلك لا يتعارض مع المفاوضات المقرر ان تستأنف الشهر المقبل مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق في بلدة مشاكوس الكينية. لكن "الحركة الشعبية" اعتبرت تصريحات قادة في الحكومة السودانية، في مقدمهم الرئيس عمر البشير، انتهاكاً لاتفاقات وقعها الجانبان في شأن وقف التعبئة للحرب، وقررت تقديم شكوى الى الوسطاء في "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد. اعلن وزير الدفاع السودان اللواء بكري حسن صالح ان استعدادات الخرطوم العسكرية لا تتعارض مع محادثات السلام المقرر ان تستأنف الشهر المقبل، مؤكدا ان "البندقية ستكون حاسمة لو تعرضنا الى مساومة على وحدة البلاد والشريعة الاسلامية". وقال صالح امس لدى وداعه "لواء المفلحين" من متطوعي "الدفاع الشعبي" الذي يساند الجيش، قبل توجهه الى مناطق العمليات، ان قوات "الدفاع الشعبي" ستظل باقية و"جذوة الجهاد ستظل متقدة"، موضحاً ان الاستنفار للمتطوعين جاء لاسكات المراهنين على "حل قوات الدفاع الشعبي". ورأى صالح الذي كان يتحدث بروح حماسية امام آلاف من المتطوعين وهم يرفعون السلاح، ان الاستعدادات الحكومية العسكرية لا تتعارض مع التفاوض من أجل السلام. وقال "نحن عسكريون وسنضع السلاح متى ما قيل لنا ارضاً سلاح". وأضاف ان الحكومة ستذهب الى مشاكوس لمعاودة المفاوضات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الشهر المقبل متمسكة بوحدة البلاد والشريعة الاسلامية. وزاد "اذا تعرضنا الى أي مساومة فالبندقية ستكون حاسمة". مؤكدا جاهزية الجيش وأذرعه في الخدمة الوطنية والدفاع الشعبي لحراسة السلام. وكان الرئيس عمر البشير اعلن قبل يومين ان المرحلة المقبلة ستشهد اقرار السلام العادل والشامل عبر المفاوضات أو "البندقية والقوة"، وجدد رفض حكومته أي ضغوط لدعم المتمردين الجنوبيين في حال تعثر مساعي السلام، واتهم جهات لم يسمها بالسعي الى استمرار الحرب الأهلية في بلاده. "الحركة الشعبية" وانتقدت "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق تصريحات البشير واللواء صالح عن الحرب، وذكر الناطق باسم "الحركة" ياسر عرمان في بيان أمس ان: "قادة النظام في الخرطوم يبثون منذ توقيع الاتفاق الذي نص على وقف أي دعاية للحرب ووقف أي تحركات عسكرية، الدعاية للحرب والجهاد والتهديد بانهم قادرون على كسب الحرب عسكرياً. وتتطور هذا الأمر الى الدعوة المعلنة للجمع والحشد للتوجه لمناطق العمليات ما يعني خرقاً لاتفاق وقف العداءات وتفاهم واشنطن في 19 من الشهر الجاري الذي اعلنته وزارة الخارجية الاميركية والداعي الى وقف كل اشكال العداء والالتزام بالاتفاقات السابقة". وأكد ان "الحركة" قررت الشكوى للجنة وقف العداءات التابعة ل"ايغاد" عن "تصريحات البشير في مدينة كسلا السبت الماضي التي هدد فيها الحركة الشعبية وغيرها واعلن انه سيحقق اهداف الانقاذ بالتفاوض او بالحرب ... والدعوة المفتوحة في اجهزة الاعلام الرسمية للمشاركة في لواء المفلحين للتوجه لمناطق العمليات، وهو شروع فعلي في احد وجوه الحرب بالحشد ودعم القوات في مناطق العمليات ... وهو خرق فادح لاتفاق وقف العداءات وتفاهم واشنطن". الانتخابات الكينية ومحادثات السلام الى ذلك أكدت الحكومة السودانية ان خسارة حزب "كانو" الحاكم في كينيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتنحي الرئيس دانيال آراب موي عن السلطة بعد 24 عاما لن يؤثر على عملية السلام في السودان، ورأت ان موي الذي تقود بلاده اللجنة الخماسية في "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد المعنية بملف السلام السوداني، يمكن أن يلعب دوراً في اقرار السلام في المنطقة.