استدعى وزير الخارجية الاردني مروان المعشر امس السفير القطري في عمان عبدالرحمن بن جاسم، وأبلغه "غضب واستياء الحكومة الاردنية الشديدين" على برنامج بثته قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية الثلثاء الماضي وتضمن هجوماً قاسياً على الاردن والعائلة الهاشمية. ونقلت وكالة الأنباء الاردنية الرسمية "بترا" عن المعشر انه أكد للسفير القطري ان "الاردن، ملكاً وحكومة وشعباً، تعرض للاساءة من "الجزيرة" التي تتعمد الإثارة والاساءة وتتعدى الدوافع التجارية البحتة الى مهاترات رخيصة، وتتعرض لأمور من نسج خيالها"، وطلب منه "نقل هذا المضمون الى الحكومة القطرية". وأغلقت السلطات الاردنية أول من أمس مكتب القناة في عمان، وسحبت الترخيص الممنوح له، كما منعت مراسليها من العمل في المملكة، رداً على برنامج "الاتجاه المعاكس" الذي حمل على العائلة الهاشمية، واتهمها بالتورط في "علاقات مشبوهة" مع وكالة الاستخبارات الاميركية "سي آي اي" وجهاز الاستخبارات الاسرائيلية "الموساد"، وشكك في صدقية الموقف الاردني الرافض توجيه ضربة عسكرية اميركية الى العراق. واعتبر المعشر ان "ما اقترفته القناة يمثل اساءة لكل أردني، بغض النظر عن آرائه السياسية". وأكد ان "ما تضمنه برنامج "الاتجاه المعاكس" لا يندرج تحت باب حرية الرأي والتعبير، بل انه يأتي في خانة الردح غير المسبوق وغير المبرر، ويتعمد التزييف والتشكيك بالتاريخ النضالي للاردن وقيادته الهاشمية الحكيمة". وكان المدير العام لقناة "الجزيرة" محمد جاسم العلي علق أول من امس على اغلاق مكتب القناة في عمان قائلاً ان "برنامج الاتجاه المعاكس تعوّد الوقوف على الحياد في أي قضية، لكنه لا يستطيع الحكم على ما يقوله الضيوف على الهواء مباشرة". واستضاف هذا البرنامج في حلقته التي أغضبت الاردن النائب السابق في البرلمان الاردني محمود الخرابشة الذي دافع عن العائلة الهاشمية وعرض "تضحياتها في سبيل القضية الفلسطينية" في مقابل الأستاذ في جامعة كاليفورنيا أسعد أبو خليل الذي كال اتهامات قاسية للعاهل الاردني الراحل الملك حسين تتعلق بعلاقاته مع الغرب وموقفه من الحروب العربية مع اسرائيل. وأشارت صحيفة "الرأي" الحكومية أمس الى ان أبو خليل "مطرود من الاردن منذ سنوات، بعد اكتشاف صلات بين زوجته التي تعتنق اليهودية و"الموساد" الاسرائيلي". ونقلت صحيفة "العرب اليوم" المستقلة عن صحيفة "المنار" التي تصدر في القدس ان "العلاقات بين اسرائيل وقطر بلغت مستوى التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخباراتية الخاصة بالمنطقة". وأوضحت ان اسرائيل "درّبت مجموعات قطرية في تل ابيب للعمل ضد الاردن والسعودية والعراق ومصر" وأن "عشرات الاسرائيليين يجولون في المنطقة بجوازات سفر قطرية".