اكد هانز بليكس رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك انه يفضّل عدم الذهاب الى بغداد قبل أن تعلن موافقتها على عودة المفتشين "وفق قرارات مجلس الأمن". واعتبر في حديث الى "الحياة" نصه في الصفحة 2 أن تلبية الدعوة العراقية "ستثير توقعات لا أساس لها" ولن تكون خطوة حكيمة. وحمّل بليكس الجانب العراقي المسؤولية عن المأزق الذي انتهت اليه جولة المحادثات الاخيرة في فيينا، مشيراً الى انه لا يبدو ان هناك حالياً امكانية لتلبية أي من الشروط الأساسية الأربعة التي طرحها العراق لعودة المفتشين، وهي تتعلق بمنطقتي الحظر الجوي والتهديد بهجوم اميركي ورفع العقوبات، ونزع اسلحة الدمار الشامل على النطاق الاقليمي. واوضح انه مستعد للبدء بمحادثات تقنية تتناول الترتيبات العملية، لكن العراق يرفض الفصل بين الحيزين السياسي والتقني. ورأى ان هذا الموقف "يصل الى مصاف رفض التفتيش" لأنه يتعارض مع ما رسمه مجلس الامن ل"انموفيك". وزاد ان "بقية العالم تتكلم على التفتيش وهم يتكلمون على السيادة". لكن بليكس أبدى تفهمه مخاوف العراق في شأن استخدام المفتشين لأغراض التجسس، مؤكداً ان "انموفيك" تختلف عن "اونسكوم" وانها ستبذل كل ما بامكانها لمنع ذلك، وستسعى الى اعطاء العراقيين التطمينات التي يريدونها. واكد تمسك "انموفيك" بالقرار 1284 على رغم ان الحكومة العراقية ما زالت ترفض الالتزام به وتعتبره غامضاً ومبهماً. ونفى بليكس أن يكون منحازاً الى الأميركيين، مشيراً الى ان العراقيين يتعاملون معه الآن كشريك في المحادثات التقنية، بعدما كانوا يتجاهلون وجوده ويعتبرونه جاسوساً. واعتبر ان قول وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان مفتشي الاسلحة الدوليين لن يتمكنوا ابداً من القيام بمهمة التخلص من اسلحة الدمار الشامل العراقية "مثال آخر على الاستهانة" بقدرات "انموفيك" وهيئات المراقبة الدولية عموماً. واضاف ان خبرته الطويلة في التفتيش تبيّن انها ذات فائدة كبيرة.