برلين، واشنطن - "الحياة" - "سيكون هناك آلاف القتلى، وستفكّري فيّ". عبارة تبجّح بها مروان الشحي في نيسان ابريل أو أيار مايو 2000، قبل أكثر من سنة ونصف سنة من مشاركته مع الخاطفين الانتحاريين في هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، وأوردها الإدعاء الألماني أمس في قرار الاتهام الظني للمغربي منير المتصدق بالمشاركة في الهجمات التي أوقعت قرابة ثلاثة آلاف قتيل. وقال المدعي العام الألماني كاي نيم في مؤتمر صحافي ان المتصدق كان عضواً في "خلية هامبورغ" التي ضمت محمد عطا وعدداً من المتشددين الإسلاميين مثل مروان الشحي وزياد الجراح. وكشف ان الشحي كان يعرف أنه سيشارك في هجمات دموية ضد الولاياتالمتحدة قبل وقت طويل من تنفيذها، وانه أبلغ موظفة في مكتبة في هامبورغ "في نيسان أو أيار 2000": "سيكون هناك آلاف القتلى، وستفكّرين فيّ"، وأضاف الى ذلك عبارة "مركز التجارة العالمي". وأضاف المدعي ان المتصدق 28 عاماً ذهب بدوره الى أفغانستان، بين أيار وآب اغسطس 2000، بعد شهور فقط من خضوع رفاقه الشحي وعطا والجراح لتدريبات في معسكرات "القاعدة" هناك. وتقرر أن يبقى في هامبورغ ل"مساعدة" رفاقه الثلاثة الذين سافروا الى الولاياتالمتحدة لتلقي تدريب على الطيران استعداداً لتنفيذ عملياتهم. وزاد ان الشاب المغربي مُتهم ب"أنه عضو في خلية هامبورغ التي دعمت الهجمات الأربعة في الولاياتالمتحدة"، وأنه "يُشتبه في عضويته في جماعة إرهابية ساعدت في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص". والمتصدق الذي ينفي علاقته بالإرهاب، يعترف بأنه كان على علاقة مع المشاركين في الهجمات، فهو أحد الشهود على وصية محمد عطا، كما كان يملك تصريحاً باستخدام الحساب المصرفي للشحي الذي من خلاله مُوّلت العمليات. ولا يزال الأمن الألماني يبحث عن ثلاثة من أفراد "خلية هامبورغ" هم الألماني سعيد بهاجي واليمني رمزي بن الشيبه الذي يُزعم انه حاول وفشل في الحصول على تأشيرة للقدوم الى أميركا للمشاركة في الهجمات والمغربي زكريا الصبار الذي فشل أيضاً في الحصول على تأشيرة للحاق بالخاطفين. اتهام ستة في اميركا الى ذلك، وجّهت الولاياتالمتحدة اتهامات الى ستة أشخاص بالتآمر لتنفيذ عمليات إرهابية ضد أهداف أميركية أو دول متحالفة مع واشنطن، مثل الأردنوتركيا. وشملت التهم مغربيين إثنين وجزائرياً وشخصاً مجهولاً يُعرف باسم "عبدالله" في ميتشيغن، وأميركياً مسلماً في سياتل. والاتهامات الواردة في قضية ميتشيغن مختلفة عن تلك الواردة في قضية سياتل، وإن كانت كلها تصب في النهاية في خانة دعم تنظيم "القاعدة". وكانت قصة ميتشيغن حتى توجيه الاتهام بالإرهاب مساء الأربعاء، محصورة بمخالفات تتعلق بقوانين الهجرة وتزوير مستندات. إذ دهم عملاء فيديراليون شقة في ديترويت بعد قليل من هجمات 11 أيلول، واعتقلوا ثلاثة هم كريم كبريتي وأحمد حنان مغربيان وفاروق علي حيمود لمخالفات تتعلق بالتأشيرات. وكان رجال الأمن يبحثون وقتها عن شخص اسمه مُسجّل على عنوان الشقة، ولكن تبيّن انه تركها منذ فترة. وعثروا على رزنامة تشير الى تورايخ هجمات محتملة ضد قاعدة انجرليك في تركيا ومواقع في الأردن، كما صادروا اشرطة فيديو لمنشآت في الولاياتالمتحدة مثل ديزني لاند كاليفورنيا وفندق وكازينو "أم. جي. أم" في لاس فيغاس. وإضافة الى هؤلاء الثلاثة، شمل قرار الاتهام شخصاً يدعى يوسف حميمصة وآخر يُعرف فقط باسم "عبدالله". وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى ان اسم حميمصة الذي اعتقله جهاز الاستخبارات للمرة الأولى في شيكاغو ولاية إيلينوي في 23 أيار 2001 وكان يستخدم إسماً آخر باتريك فييوم قبل ان يعتقله ثانية في 28 أيلول الماضي في ولاية أيوا، يرد على رأس قائمة المتهمين في القرار الظني، لكنه لا يرد ثانية في حيثيات القرار. وأضافت ان خبراء قانونيين يُفسّرون ذلك بأنه يعني قراراً قضائياً بحظر نشر معلومات عنه. وذكرت ان صورته كانت من بين وثائق هوية مزورة عُثر عليها في شقة ديترويت التي دهمها رجال الأمن. قضية سياتل أما قضية سياتل فتتعلق بالأميركي المسلم إيرنيست جيمس أُوجاما عُجامة ويستخدم إسم أحمد بلال الخبير في الكومبيوتر والذي كان يدير موقع جماعة "أنصار الشريعة" يقودها الشيخ أبو حمزة المصري في لندن. ويشرح قرار الاتهام المؤلف من 8 صفحات كيف انه سعى الى إنشاء معسكر للتدريب على الجهاد وتخزين الأسلحة فيه وتجنيد أعضاء ل"القاعدة". ويركّز القرار كثيراً على شخص يعيش في لندن عرّفه فقط بأنه "مشارك في المؤامرة لكن غير متهم" زعم ان أوجاما مرتبط به وأدى بيعة الولاء له. وكان جلياً من الوصف الذي قْدمه القرار الظني لهذا الرجل خصوصاً إشارته اليه بوصفه المسؤول عن "أنصار الشريعة"، ان المقصود هو "أبو حمزة". وقال الإسلامي المصري أمس ل"الحياة" ان الأميركيين يضغوط على أوجاما للشهادة ضده. وتابع "أبو حمزة": "يريدون إسكاتي بأي شكل ... لكنني لن أسكت". وقال: "صار له أوجاما أكثر من شهر في السجن ويتعرض لضغوط للشهادة ضدي. وهو لو شهد لكان حصل على مكافآت من الحكومة الأميركية، لكنه يرفض ذلك". واعتبر ان الأميركيين يريدون إسكاته بسبب كلامه عن "مؤامراتهم في الدول العربية ومحاولات السيطرة على مقدرات العرب وثرواتهم" ورفضه "دور الهيمنة الذي تريد ان تعلبه الامبراطورية الاميركية"، وتحذيره من مغبة ضرب العراق.