نشرت جريدتكم المحترمة والواسعة الانتشار، في العدد 14401، 24 آب اغسطس الجاري خبراً، تحت عنوان: "نائب سوري يدعو الى احالة كاتب معارض على القضاء". وهي كتابة مسندة لمراسلكم في دمشق الاستاذ ابراهيم حميدي الذي سبق ان اتصل بي مستفسراً عن بعض جوانب الموضوع المتصل بهذا العنوان، واتفقت واياه على ان يعاود الاتصال بي عقب صوغ رسالته بهذا الخصوص، وبذلك اصبح ملتزماً ادبياً بأن يأخذ موافقتي على نص الرسالة، لكنه لم يفعل. واذ اطلعت على مضمون الخبر، كما نشر في الجريدة صباح اليوم التالي، تأكد لي بأنه فضل الانفراد بالنص وبالالتفاف على الخبر فجعله على قاعدة "لا تقربوا الصلاة" وقد اجتزأ ما اجتزأ حتى جعلني ابدو كما لو انني اتجنى على الشخص المعني المقصود، واستعان بأحد المحامين ليدعم غايته. كما جعلني ابدو كما لو كنت اعادي شخصاً بريئاً، بعد اغفال او اجتزاء الفقرة الاساس التي كتبها هذا "المعارض"، ويؤيد فيها التدخل الخارجي في الوطن العربي لتبديل انظمته. كما يتهم الشباب السوري بأنه يريد العدوان الاميركي على العراق، مما دعاني للرد عليه في ذات الجريدة اللبنانية، "النهار"، مطالباً بإحالته الى القضاء بحكم موقعي ومسؤولياتي كنائب، لكن مراسلكم اغفل النص الحقيقي وجعل اتهامي في غير محله. كتب الشخص المعني، وهو عبدالرزاق عيد، بالحرف في جريدة "النهار" ما يلي: "سبق وحذرنا في مقال لنا ... من تفشي مزاج سياسي ثأري شبيه بمزاج المعارضة العراقية التي لم تجد وسيلة لمعارضة مخابراتها الا باللجوء الى المخابرات الاميركية، لكن الجديد المفاجئ والمؤلم اليوم، ان هذه الظاهرة تتفشى وباتساع واضح في اوساط الشباب السوري الذين راحوا يعبرون عن تأييدهم للعدوان الاميركي على العراق تحت ضغط شعور بالاحباط واليأس. ان انظمة العالم العربي هي الوحيدة في العالم المستعصية على التاريخ وقوانينه، فهي لا تتحول ولا تتطور ولا تتغير وفق صيرورات داخلية فلا بد من قبول التدخل الخارجي وتأييده والا سنعيش ابد الدهر بين الحفر". المراسل لم يثبت هذا النص واكتفى باسناده منقولاً عني، بينما اثبت نصاً آخر، وبالحرف، على لسان الكاتب، وجعله موضوع سؤال لأحد المحامين الذي قال إنه يستغرب ان يصدر هذا الكلام عن نائب في البرلمان انتخب كي يدافع عن حرية الرأي وليس قمعها... وهكذا اصبحت بحسب مراسلكم، والمحامي الذي اختاره، من دعاة قمع حرية الرأي. واسأل الآن اي محام على مستوى سورية والوطن العربي، واسأل جريدتكم المحترمة وقراءها، هل ان كلاماً كهذا المنشور اعلاه يدخل تحت عنوان الحد من حرية الرأي، اذا تصديت لقائله واتهمته باستعداء اميركا ضد وطننا العربي؟ وهل هناك كلام فيه من الحقد والتشفي على نظام الحكم في سورية والعراق الى حد الموافقة على التدخل الخارجي لتغييره، ويعطيه شمولية ما اسماه "انظمة العالم العربي"، اي انه يدعو لتغيير الانظمة العربية كلها على يد الاجنبي "والا سنعيش ابد الدهر بين الحفر"؟ فهل بعد هذا الكلام الذي يدين قائله من كلام؟ وهل للمحامي الذي اختاره مراسلكم، وتعمد الدفاع عن الكاتب على حسابي، وعلى حساب الحقيقة والوطن ان يعطينا رأيه بهذا الكلام؟ وهل هناك في سورية معارض واحد شريف ووطني يقبل بأن يندرج هذا الكاتب مع المعارضة؟ وهل أُلام واصبح من دعاة قمع حرية الرأي اذا طالبت بإحالة شخص كهذا الى القضاء لينال الجزاء على اقواله؟ واجدني مستعداً للاعتذار وسحب اتهامي اذا انكر الكاتب هذه الاقوال، وعمد الى استنكارها على صفحات "الحياة". دمشق - منذر الموصلي عضو مجلس الشعب السوري تعقيب من ابراهيم حميدي: 1 - الحقيقة ان النائب منذر الموصلي طلب مني ارسال نص مقالي بعد صوغه، الامر الذي رفضته لانه يتعارض مع آداب المهنة. وهو سبق وطلب هذا الشيء مرات في السابق، وقوبل بالرفض. 2- موقف النائب الموصلي من الدكتور عبدالرزاق عيد واضح في تشخيص "دعوته للخيانة"، واعتقاده انه "طبعاً سيحال على القضاء". ولست طرفاً في السجال السياسي والقانوني الدائر بين النائب الموصلي وبين عدد آخر من المثقفين والمعارضين. ولكن الواجب المهني يقتضي نقل وجهتي النظر. واتصلت بالمحامي انور البني لاعطاء رأي قانوني في دعوى السيد الموصلي ومقال الدكتور عبدالرزاق عيد.