سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تصريحات عاطف أبو بكر الى "الحياة" عن تبني "أبو نضال" تفجير الطائرة الأميركية تثير ضجة واسعة . نواب بريطانيون وعائلات ضحايا لوكربي يطالبون بتحقيق "مستقل"
لندن - "الحياة" أثارت تصريحات القيادي السابق في تنظيم "فتح - المجلس الثوري" عاطف ابو بكر ل"الحياة" في شأن إعلان زعيم التنظيم صبري البنا أبو نضال مسؤوليته عن تفجير طائرة "بان أميريكان" فوق لوكربي عام 1988، زوبعة أمس في الأوساط الإعلامية والسياسية. إذ نقلت وكالات الأنباء العالمية والعديد من الصحف والتلفزيونات حول العالم هذه التصريحات التي نشرتها "الحياة" أول من أمس، في حين طالب نواب بريطانيون وعائلات الضحايا بإعادة فتح التحقيق في ملف تفجير الطائرة والذي دين فيه المواطن الليبي عبدالباسط المقرحي. وكان أبو بكر، القيادي السابق في "فتح - المجلس الثوري"، قال ل"الحياة": "كل ما استطيع قوله في هذا السياق سمعته شخصياً في المعسكر في ليبيا خلال اجتماع ضيق لم يزد عدد المشاركين فيه على خمسة اشخاص". وأضاف ان "أبو نضال" فاجأ المجتمعين في المعسكر قائلاً بلهجة حازمة ان "التقارير التي تنسب العمل لوكربي الى آخرين كاذبة. نحن وراء ما جرى". وانشق ابو بكر عن "ابو نضال" في 1989، بعد سنة من حادثة لوكربي. وأعلن العراق هذا الاسبوع ان "أبو نضال" انتحر عندما جاء رجال أمن الى منزله لمواجهته بأدلة عن تورطه في التآمر على حكم الرئيس صدام حسين. ومعظم قتلى حادثة لوكربي ممن كانوا على متن الطائرة والبالغ عددهم 259 شخصاً من الاميركيين. كما قتل في الحادث 11 من سكان قرية لوكربي. وكانت محكمة اسكتلندية خاصة عقدت في هولندا دانت الليبي عبدالباسط المقرحي بتفجير الطائرة وحكمت عليه في كانون الثاني يناير عام 2001 بالسجن مدى الحياة. وفي وقت طالب النائب البريطاني تام داليل، عضو حزب العمال الحاكم، وزارة الخارجية بالتحقيق في المعلومات عن ضلوع "ابو نضال" في تفجير لوكربي، جدد اقارب ضحايا الحادث أمس دعوتهم الى اجراء تحقيق مستقل. وقال رويترز جيم سواير، الناطق باسم عائلات الضحايا البريطانيين، ان احتمال ضلوع "ابو نضال" هو "سؤال آخر من الكثير من الاسئلة التي نرى جازمين انها تتطلب اجراء تحقيق مستقل في حادث لوكربي". ودأب سواير الذي كانت ابنته فلورا بين القتلى، على المطالبة بتحقيق مستقل في حادث لوكربي للكشف عن مدى ما كانت الاستخبارات البريطانية تعرفه عن تلك الهجمات. وقال في تصريحات الى هيئة الاذاعة البريطانية: "من المؤكد اننا تلقينا بعضاً او كل التحذيرات الثمانية على الأقل التي ارسلتها اجهزة الاستخبارات قبل الحادث بوقت كاف وكان بعضها تفصيلياً لدرجة مذهلة. واعتقد ان من حقنا ان نعرف السبب في ان تلك التحذيرات لم تؤد الى توفير اي شكل من اشكال الحماية الخاصة للراحلين الاعزاء". ولقيت مطالب سواير تأييداً من داليل اقدم نائب في البرلمان البريطاني، الذي دعا الحكومة الى التحقيق في مزاعم ابو بكر "باعتبار ذلك أمراً في غاية الاهمية". وقال: "اذا صحت تلك المزاعم فإنها ستقلب كل ما يتعلق بلوكربي رأساً على عقب بما في ذلك المحاكمة التي تمت في هولندا". وقال هانز كوشلر وهو واحد من المراقبين الخمسة الذين اوفدتهم الاممالمتحدة لمراقبة سير المحاكمة حسب الاتفاق مع ليبيا، ان تصريحات ابو بكر تبرز اهمية النداءات التي وجهها لاجراء تحقيق مستقل علني في قضية لوكربي برمتها. وقال كوشلر في بيان صدر في فيينا: "حقيقة ان ليبيا وكلت فريق دفاع اهمل بصورة جسيمة في واجباته المهنية وقرر عدم استخدام معظم الوسائل القانونية المتاحة للدفاع عن المقرحي هي امر يحتاج الى تفسير". وقال ايدي ماكتشني، محامي المقرحي، انه بصدد الطعن امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في حكم السجن مدى الحياة الذي ايده قضاة محكمة الاستئناف الاسكتلندية في هولندا في اذار مارس الماضي. لكنه اضاف ان مزاعم ضلوع "ابو نضال" لا توفر دعماً جديداً يُذكر لموكله في المعركة القانونية التي يخوضها. وقال ماكتشني: "لا أعلم بوجود أي دليل قابل للاستخدام يمكن استخلاصه من هذا الاعتراف الذي ينقله شخص آخر على رغم انني أعرف ان من المعتقد ان ابو نضال كانت له صلة بحادث لوكربي منذ البداية".