تعود ملكة جمال لبنان للعام 1999 كليمانس اشقر الى الاضواء قريباً بعدما "خاصمتها" لمدة سنة، إذ بدأت بالاعداد لمشروع تجاري تطلقه قريباً، لكنّها تفضّل عدم التحدث عنه قبل أن يجد طريقه إلى حيّز التنفيذ. اشتهرت كليمانس بالدعايات الخيرية والبيئية، وعرض عليها أن تصبح مقدمة برامج، الا انها لم تقتنع بأي عرض، وهي تقول بصراحة: "لا أريد برنامجاً يستغل اسمي ويسفهني... استغرب كيف ان فتيات في العشرين يقمن بتقديم برامج تحتاج الى الكثير من المطالعة والمعلومات العامة... برامج تتطلب مخزوناً ثقافياً لا يقل عن عشر سنوات. فالتقديم ليس لعب عيال. لا يمكن الاعتماد على الشكل الجميل وتكرار ما لقّنه آخرون للمذيعة، وأملوه عليها، وإذا بها تستظهره كالببغاء. مهنة المذيعة والمقدّمة قائمة على الحضور والتواصل والالمام بالموضوع المطروح". وأشقر على سبيل المثال تعشق السياسة، "لكنني لا اتصور نفسي مقدمة برامج سياسية وأنا في الثانية والعشرين". وتعترف كليمانس بأنها طموحة: "طموحي لا يتوقف عند حدود، وأنا أعمل على اطلاق مشروع خاص بي سيشكل مفاجأة عند الاعلان عنه"، لكنّها تتحفظ عن الاعلان عنه، الى ان تنتهي من مرحلة الاعداد له. وتعود إلى القضية التي أثيرت حول ماركة مجوهرات كانت وقعت عقداً لتمثيلها، لكنّها تراجعت بعد مسألة قضائية أثيرت حول صاحبها، ما ادّى إلى ابتعادها عن الاضواء سنة كاملة. تقول كليمانس: "لا اريد فتح صفحة طويتها. كنت سمعت انهم اشخاص لا غبار عليهم، وعلى هذا الاساس وقعنا العقد، ثم حصل ما حصل. لكنني والحمدلله وضعت حداً سريعاً للأمر". كليمانس التي لم تتقاض الأجر الذي نص عليه العقد، اكدت ان سبب عدم تقدمها بدعوى قضائية يعود الى عدم رغبتها في الدخول في متاهات الاخذ والرد، و"فتح المجال لنبش القديم". لا أحد يموت من الجوع وعن الاشاعات التي تثار حول فتيات بلدها، تقول: "أحزن كثيراً عندما اسمع كلاماً يطلق عن اللبنانيات. بلدي معرض لكل شيء، لأنه مجتمع منفتح على العالم الغربي بثقافاته وبمطاعمه وبشوارعه وبملبس فتياته... الا ان وجوده في محيط شرقي ولد تناقضاً هو عامل جذب لكل الشرقيين، ما يجعله عرضة لأمور مختلفة. امور ربما تجعل المجتمع مهزوزاً". ثم تضيف بشيء من القسوة: "اللبنانية ليست معوزة، لا احد يموت من الجوع هنا، وان ما يحصل هو شيء من الطمع وحب التملك والمادية... الامر الذي يدعو الى الاسف". وتلفت الى انه "ما من بلد تعرض لما تعرض له لبنان من ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية... وصمد مثله". وتمضي قائلة: "لو رغبت في جمع ثروة، لصارت عندي اموال لا تأكلها النيران، غير انني انسانة مؤمنة وأمارس الصلاة واعرف الخير من الشر والحرام من الحلال... صحيح أن كل انسان حر بحياته، لكن عندما يتحول الى صورة اجتماعية يصير ملكاً للناس. الليدي ديانا مثلاً عندما ارادت ان تعيش حرة قضي عليها... فللحرية حدود. نحن في مجتمع شرقي لا بد من احترامه، مجتمع في غاية السهولة وفي غاية الصعوبة في آن واحد، ولا بد من معرفة كيفية الخوض فيه". وتضيف: "دخول عالم الشهرة ليس بالامر الصعب، انما يتحول أمراً معقداً اذا لم تحسن الفتاة الاختيار، عندها ترتطم في عرض الحائط". وترى أشقر طالبة العلوم الاجتماعية في جامعة القديس يوسف ان "اشباع العين منذ الطفولة مهم جداً"، وهي لا تعني بذلك الثراء: "يمكن للفقير ان يكون صاحب نفس كبيرة، المهم ان لا تغره المظاهر وتسرقه الامور المادية". وتعترف بأنه في هذا الوسط "نتعرض للكثير، وغالبية وسائل الوصول غير نظيفة. هنا عليك اما ان تقرري اما الوصول بالطريقة الصواب وعلى مهل، واما الصعود بسرعة بالوسيلة الخطأ فينفضح أمرك وتهوين كما الطائر الجريح".