ثَمة منْ وَجَعْ، ثَمة منْ وَجَعْ في الروح. يَغُضُّني، يَغُضُّني هذا النَّواحُ السري. ما هذه الاشياءُ الرَّاكضةُ - دوماً - أمام القَلْبِ؟ أهي رَقْرقَات الإياب؟ كَمْ، أنا، مُلطَخٌ بالمسافة. للغيابِ لهجة المَسَامير. يا أَلْ: أُحِبُّكِ، مَا منْ شيءٍ، مِثل عِطْر الحُضُورِ - يَجْلَوَ الحُّبَّ. خَيَالُ قُبلتِك الأخيرة، في المطار، لا يزال ماثلاً في شفتيَّ فهل أحْسَسْتِ - يا شهْقةُ الطَّمي - بأنني أودعت تلك القُبلة نوايا العُشْب؟ اللَّعنة! أما كان بِوسْعي فعل شيء آخر، سوى اقتراف السَّفَر؟! لمَ ذَهابُ الأمنيات حثيثٌ هكذا؟! أمَا مِنْ أحَدٍ يَدُلك أيها النيلُ، إليَّ؟! خُلِقتُ بلا إتْقانٍ، إذْ سُويتُ من غير أجنحة يتَّضح مَلْمح فيّ، الآن: عَيْنٌ لاَهِثة. بحيرةُ تَانَا قَريبةٌ من مُتَناول الجَّسد، ينبغي للمُقْرَنِ إذاً، أن يتهيأ. صَدري شاخصٌ، من ذراعي يفوحُ رفيفٌ. كَمْ، أنا، مُضرَّجٌ بالقُدُوم! * شاعر سوداني مقيم في مصر.