جان مارك نوفل فنان فرنسي من اصل لبناني، ويحلو له القول عن نفسه: "أنا فرنسي لبناني". ولد في فرنسا من ام فرنسية وأب لبناني، وجاء الى لبنان في عمر ست سنوات حيث مكث سنوات عدة ثم عاد الى فرنسا وما زال الى اليوم يعيش هناك. جان يتكلم العربية لكنه لا يجيد قراءتها وكتابتها، لُغته الأمتن هي الفرنسية، إلا انه يحب اللغة العربية كثيراً - كما يقول - "قلبي في الشرق ورأسي في الغرب ... شخصيتي تكوّنت كلبناني ولكن حياتي فرنسية". جان مارك من مواليد 1962، يدرّس الموسيقى في فرنسا منذ سبع سنوات وهو مؤلف وملحن وموزع، وأصدر أول اسطوانة CD منذ فترة جمع فيها مجموعة أغانٍ كتبها ولحنها ووزعها، وهي تحاكي الحب والإنسان والوطن والسفر والصداقة، ثم اصدر CD ثانية قدم فيها مجموعة من الأغنيات بصوته وأصوات مغنين من اوروبا وأميركا الجنوبية، ويستعد الآن لإطلاق CD ثالثة. ينحاز جان مارك الى الموسيقى الكلاسيكية والجاز، وكل أغانيه تدخل ضمن هذا السياق، وهو يعتبر النص الأساس في عمله: "الموسيقى يجب ان تكون في خدمة النص". وتبدو العلاقة هنا مع النص نابعة من حال ابداعية اخرى يملكها وهي الكتابة - كتابة الشعر: "عندي أفكار كثيرة أكتبها دائماً، وثمة مواضيع تستدعيني لأكتبها، وأشعر بأنني في حال كتابة دائمة". تمرّس جان مارك بعمله الفني من خلال دراسته الموسيقية ومن خلال مشاركته العزف لمدة طويلة مع فرق فنية معروفة عالمياً، وهو في الأصل، عشق الموسيقى منذ صغره. كيف بدأت علاقته بالموسيقى؟ "كان عمري خمس سنوات حين اكتشفني استاذي، إذ لمس قدرتي على الإصغاء والسمع في عمر مبكر، ومن يومها وأنا في الموسيقى ومع الألحان". يعترف جان مارك بأنه متأثر بالفن الغنائي الكلاسيكي، لكنه يعمل على ايقاع خاص، ما يجعله ينحو باتجاه موسيقى خاصة به. مخلص للموسيقى وقد كلفته الاسطوانة الأولى الكثير، كل التكاليف المادية الباهظة كانت من حسابه الخاص، وعلى رغم المبلغ الكبير الذي تكلفه لإنجاز الCD يرى ان "الموسيقي يهمه اولاً ان يحفظ اعماله ويخرجها الى الناس مهما كلّفه الأمر"، لكنه في المقابل يشكو من غياب الموزع، ويتمنى مساعدة من يرغب في توزيع اسطوانته لتصل الى كل الناس. يتمتع جان مارك بموهبة فنية لافتة، الموسيقى له هي الحياة الحقيقية: "لولا الموسيقى لكانت حياتي في مهب سيئ، الموسيقى هي لغة الحياة الجميلة وهي المسافة التي تربطنا بذواتنا جيداً، انها النبض الضروري لي كي تستمر حياتي". يرفض جان مارك الغناء أو كتابة الألحان لنصوص سواه، وهذه ميزة في مسيرة هذا الفنان الشاب "كلماتي هي جزء من ألحاني والعكس بالعكس". الى جانب كل هذا يعزف جان مارك على آلة "الغيتار". يعترف بأنه لا يستطيع الغناء باللغة العربية "أنا لا أملك اللغة العربية جيداً، واللغة هي الأساس وخصوصاً في مسألة الأحاسيس النابعة من اعماق الإنسان وتفاصيل حياته"، لكنه يرغب في الغناء وتقديم اعماله الموسيقية في لبنان: "أحب ان أغني على مسارح بلادي لأعرّف الناس الى اعمالي ولكي تتوطد علاقتي بجذوري اللبنانية، وأتمنى على القيمين على المسارح والمهرجانات ان يشملوني باهتمامهم، وأنا مستعد للحضور دائماً الى لبنان للمشاركة في اعمال موسيقية وفنية". ملتزم جان مارك ورصين في اعماله الموسيقية وهي تكلفه الكثير من الجهد والإلهام والمال، ولا يوظفها إلا في اطارها الصحيح: "اعمالي لا يمكن ان تقدم في اي مكان لأنها تعتمد على ركائز وثوابت فنية، وتشارك فيها مجموعة من العازفين الكبار الذين يمتهنون فنهم على أكمل وجه، ثم ان النصوص التي أكتبها وألحنها، نابعة من عمق ثقافي وتحاكي الوجدان الإنساني وتصل الى التفاصيل الحساسة في حياة الفرد. لذلك لا يمكن ان تقدم اعمال كهذه إلا في اماكن تتناسب مع هذه الأعمال".