إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - أعلن الناطق باسم الحكومة الباكستانية الجنرال راشد قريشي امس، ان الهجمات الاخيرة ضد مسيحيين في باكستان، تبدو وكأنها مؤشر على استراتيجية جديدة للناشطين المتطرفين المستائين من تأييد إسلام آباد للمعسكر الغربي، تقضي بمهاجمة "اهداف سهلة". وقال قريشي: "انها اهداف سهلة"، في اشارة الى المؤسستين المسيحيتين اللتين تعرضتا لاعتداء الاسبوع الماضي، مشيراً الى ان "في السابق، كان الناشطون يتعرضون لاهداف رئيسية مثل قنصلية الولاياتالمتحدة والمهندسين الفرنسيين في كراتشي". وكان 11 مهندساً وتقنياً فرنسياً وثلاثة باكستانيين قتلوا في هجوم بالسيارة المفخخة في الثامن من ايار مايو الماضي في كراتشي في جنوبباكستان. وفي 14 حزيران يونيو، ادى اعتداء آخر بالسيارة المفخخة في هذه المدينة امام القنصلية الاميركية الى مقتل 12 باكستانياً. ويندرج هذان الاعتداءان في سلسلة هجمات تنفذ منذ مطلع العام ضد المصالح الغربية في باكستان وتنسب الى ناشطين اسلاميين غاضبين من تأييد بلادهم للائتلاف الدولي ضد الارهاب. والاسبوع الماضي، تعرضت الطائفة المسيحية في البلاد لاعتداءين نسبا ايضاً الى ناشطين اسلاميين. وكانت السلطات تحسبت "لانعكاسات" قرار الرئيس برويز مشرف الانضمام الى الائتلاف الدولي ضد الارهاب، غير انها "تفاجأت" بان الانتقال الى الاستراتيجية الجديدة القائمة على التعرض ل"اهداف سهلة" تأخر. واعتبر الجنرال قريشي ان الهجمات ضد اهداف سهلة خارج المدن الكبرى تمثل "نوعاً من توفير للجهد" الى جانب الاضرار بالسمعة الدولية لباكستان، ولكنها ايضاً مؤشر على ان التدابير الامنية المتخذة تفشل مشاريع المجموعات الناشطة. الى ذلك، قال محققون باكستانيون امس، ان الرجال الثلاثة المتورطين في هجوم وقع يوم الجمعة الماضي على مستشفى ملحق باحدى الكنائس ينتمون على ما يبدو لجماعتين اسلاميتين محظورتين. والقى المهاجمون الثلاثة قنابل يدوية على مجموعة من النساء وهي تغادر الكنيسة المشيخية، مما ادى الى مقتل ثلاث ممرضات واصابة عشرات. وقتل في الهجوم احد المهاجمين الثلاثة. وقال طارق كياني رئيس بلدية روالبندي: "بعد التعرف على المتهم الذي قتل في الهجوم، علمنا ان المهاجمين ينتمون الى جماعة جيش محمد او حركة المجاهدين، او ينتمون الى جماعة منشقة على هاتين الجماعتين المحظورتين. نعتقد اننا سنصل الى العضوين الآخرين ونحن واثقون من اننا سنعتقلهم". والهجوم الذي وقع في تاكسيلا قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد هو ثاني هجوم على مؤسسة مسيحية في باكستان خلال اسبوع. ويوم الاثنين الماضي هاجم ثلاثة رجال ملثمين مدرسة تابعة لارسالية بروتستانتية للطلبة الاجانب في بلدة موري وقتلوا ستة باكستانيين. وذكرت الشرطة ان المهاجمين الثلاثة نسفوا نفسهم بعد ذلك حين حاصرتهم الشرطة في المنطقة الباكستانية من كشمير. واثار الهجومان مخاوف من موجة جديدة من اعمال العنف تستهدف الغرب والمسيحيين في باكستان.