لم يكن في استطاعة العداءة البريطانية بولا رادكليف 28 عاماً سوى اهمال همس البعض عن احتمال تعاطيها منشطات قد تكون ساعدت على تسجيلها ثاني اسرع وقت في تاريخ سباقات 10 آلاف متر للسيدات وتحطيم الرقم الاوروبي بتحقيقها 01.09.30 دقيقة، وبفارق 12 ثانية عن الرقم القياسي السابق. ولا عجب في ان يشكك كثر في قدرات رادكليف لانه لا يعقل ان يحطم عداء رقمه الشخصي بأكثر من 25 ثانية في مثل هذه المسافة من السباقات بين ليلة وضحاها، مثلما هي شككت في انجاز العداءة الصينية وانغ جونكسيا عندما حطمت رقم النروجية انغريد كريستيانسن بفارق 41 ثانية في بطولة العالم عام 1993 في شتوتغارت، علماً ان رقم رادكليف الجديد لا يزال يقل بنحو 30 ثانية عن الرقم العالمي. والعداءة البريطانية معروفة بحملاتها ضد تعاطي المنشطات، واشتهرت برفعها لافتة خلال بطولة العالم في ادمونتون العام الماضي تقول: "اخرجوا متعاطي منشطات ايبو"، كاحتجاج شخصي على قرار منظمي الدورة السماح للعداءة الروسية اولغا يغيروفا بالمشاركة بعد اثبات تعاطيها مواد محرمة. وعلقت على همسات المشككين بقولها: "من المؤسف ان احاول الرد على المشككين ويؤلمني ان تكون هناك شكوك تحوم من حولي ولكنني لا ألومهم المشككين لأن اذا سئلت قبل عامين ان كان بمقدوري تسجيل هذه الارقام لشككت في قدراتي مثلما شككت في قدرات وانغ جونكسيا، وربما كنت غير عادلة بحقها ولهذا السبب لا اود ان يثير احد شكوكاً بانجازي، وانا دائماً اطالب بتكثيف اختبارات الكشف عن المنشطات في الرياضات كلها وتحديداً في سباقات الجري". جهد غير عادي والمتابع لمسيرة رادكليف يكتشف ان جهدها غير العادي الذي تبذله والدقة المتناهية التي تخطط بها اسلوب اعدادها وتمارينها لساعات طويلة، تستند على اسس علمية بحتة وصولاً الى الجهوزية الكاملة بدنياً وذهنياً ولاطالة استمراريتها في الملاعب وهي على القمة، بمعاونة مدربها وزوجها غاري لو. وتقول: "في بداية كل عام اجلس مع غاري ونعد برنامجاً للموسم ونحدد اهدافنا واساليب تحضيراتنا... ولهذا الموسم هناك خمسة اهداف نجحت في اربعة منها وبقي واحداً"، في اشارة الى احرازها بطولة العالم لاجتياز الضاحية وماراثون لندن وذهبية 5 آلاف متر في دورة آلعاب الكومنولث الاسبوع الماضي في مانشستر، وذهبيتها الاخيرة في ميونيخ، وبقي ماراثون شيكاغو في تشرين الاول اكتوبر المقبل، علماً ان هذه الانجازات هي الاولى في مسيرتها، اما الأهداف المقبلة فهي ذهبية بطولة العالم العام المقبل وذهبية دورة اثينا الاولمبية عام 2004 في سباق 10 آلاف متر. قوى أوروبا رصّع البطل العالمي والاولمبي اليوناني كوستادينوس كنتيريس سجله باحراز اللقب الاوروبي في سباق 200 متر في اليوم الرابع من بطولة اوروبا لالعاب القوى المقامة حالياً في ميونيخ، وسجل 85،19 ثانية، وهو افضل توقيت عالمي هذا العام. وتقدم كنتيريس، الذي توج بطلاً اولمبياً عام 2000 في سيدني، ثم بطلاً للعالم العام الماضي في ادمونتون، على البرتغالي النيجيري الاصل فرانسيس اوبيكويلو 21،20ث، صاحب فضية 100م والبريطاني مارلون دوفونيش 24،20ث. وبات كنتيريس ثاني عداء اوروبي في التاريخ ينزل تحت حاجز ال20 ثانية بعد الايطالي بييترو مينيا، الذي سجل رقماً قياسياً عالمياً عام 1979 في مكسيكو مقداره 72،19 ثانية. يذكر ان الرقم القياسي العالمي للمسافة، وهو 32،19 ثانية، يوجد حالياً في حوزة الاميركي مايكل جونسون وسجله في 1 آب اغسطس 1996 في اتلانتا. واحرز الفرنسي ستيفان دياغانا اول لقب دولي له منذ تتويجه بطلاً للعالم لسباق 400م حواجز عام 1997 في اثينا، ونال اللقب الاوروبي في السباق ذاته محققاً افضل توقيت عالمي هذا العام مقداره 58،47 ثانية، علماً انه ثاني افضل توقيت شخصي لدياغانا بعد رقمه القياسي الاوروبي 37،47 ثانية والذي سجله عام 1995 في لوزان. وتقدم دياغانا 33 عاماً على التشيخي ييري موسيك 43،48ث والبولندي بافل يانوسيفسكي 46،48ث. وتوج البريطاني ستيف باكلي بطلاً لمسابقة رمي الرمح مسجلاً 54،88م امام الروسي سيرغي ماكاروف 05،88م والالماني بوريس هنري 33،88م. ولدى السيدات غنمت الروسية سفيتلانا فيوفانوفا، حاملة الرقم القياسي العالمي داخل القاعة ووصيفة بطلة العالم داخل قاعة ايضاً، ذهبية مسابقة القفز بالزانة بتسجيلها 60،4م، امام مواطنتها ييلينا ايسينباييفا 55،4م والالمانية ايفونه بوشباوم 50،4م. واحرزت النيجيرية غلوري الوزي، وصيفة بطلة دورة سيدني الاولمبية، اول لقب لها بألوان المنتخب الاسباني عندما نالت ذهبية سباق 100م حواجز بسهولة قاطعة المسافة بزمن 73،12 ثانية، امام الاوكرانية اولينا كراسوفسكا 88،12ث والبلغارية يانا كاسوفا 91،12ث. وقالت الوزي: "انني سعيدة بلقبي الاول مع اسبانيا، لكنني لا يمكن ان انسى بلدي الاصلي. اعرف ان اشخاصاً كثيرين في نيجيريا سيفرحون بانجازي، لم أندم على دفاعي عن ألوان اسبانيا، فمدربي وفريقي هنا".