الرباط، مدريد - ا ف ب- اتهمت صحيفة "ليكونوميست" المغربية القريبة من الاوساط المالية أمس الاربعاء اسبانيا بأنها تسعى الى "نسف" مشاريع التنمية الاقتصادية في شمال المغرب. وكتبت ان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا "اثنار يسعى الى ان يكون شمال المغرب بُعبعاً او عالماً فقيراً يعيش من عمليات التهريب حول المناطق التي تسيطر عليها اسبانيا". واعتبرت المشروع الكبير لتطوير ميناء طنجة شمال الذي زاره العاهل المغربي الملك محمد السادس الثلثاء بعد قليل من القائه خطاباً بمناسبة عيد العرش، يشكل "رداً على اسبانيا وسعيها الى السيطرة على المنطقة". وطالبت السلطات المغربية بالتسريع في انجاز هذا المشروع، محذّرة من "ان اصدقاءنا الاسبان من جهتهم يسرعون في نسف مشاريعنا". وقالت السلطات المغربية ان اشغال المشروع ستنطلق في 2003 على ان يصبح "الميناء الكبير" شمال المغرب جاهزاً في 2007. ويبعد المشروع 35 كلم شرق طنجة وتبلغ تكاليفه 11 بليون درهم بليون دولار تقريباً. وفي مدريد، تبنت وزارة الخارجية الاسبانية لهجة تهدئة في قراءتها لخطاب الملك محمد السادس الثلثاء والذي اكد فيه السيادة المغربية على الجزر الواقعة في المياه المغربية وجيبي سبتة ومليلية. وقال ناطق باسم الوزارة ان "لا جديد" في الافكار التي طرحها العاهل المغربي وانها تُعدّ "من الثوابت". وقال ان اسبانيا تفسر "ايجاباً" ما ورد في خطاب الملك في شأن "الرغبة في العودة الى الوضع السابق في برخيل ليلى ورفض التصعيد، والرغبة في تحقيق السلام والاستقرار". وتابع الناطق ان "كل المشكلات يجب ان تبحث" في اطار "حوار صريح". لكنه اكد انه "من غير المطروح" بالنسبة الى الحكومة الاسبانية بحث السيادة على جيبي سبتة ومليلية. وقال العاهل المغربي في خطاب متلفز ألقاه في مناسبة عيد العرش من طنجة شمال "نحرص على ان يعود الوضع في هذه الجزيرة ليلى الى عهده السابق" و"على علاقات حسن الجوار على طرفي مضيق جبل طارق". واكد السيادة المغربية على سبتة ومليلية وعلى الجزر الخاضعة للسيطرة الاسبانية في شمال المغرب. ودان نائب رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي أمس مطالبة العاهل المغربي الملك محمد السادس بجيبي سبتة ومليلية. وقال انهما "ليسا محل نقاش" كونهما جزء من إسبانيا "منذ مئات السنين".