لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز - تراجع الدولار قليلاً بعد ظهر أمس بعدما أعلنت الحكومة الاميركية ان معدل البطالة ارتفع في حزيران يونيو الماضي، في الوقت الذي سجلت فيه الاجور نمواً أقل من المتوقع وذلك في تقرير يظهر ان الاقتصاد يسير ببطء في طريق الانتعاش. لكن الدولار عاد وارتفع في الفترة التالية من التعامل. وقالت وزارة العمل الاميركية ان عدد العاملين في القطاعات غير الزراعية زاد بمقدار 36 الفاً فقط الشهر الماضي، بينما كان الاقتصاديون يتوقعون ان تصل الزيادة الى 86 الفاً. كما عدلت الوزارة حجم الزيادة في الوظائف في نيسان أبريل وأيار مايو لتصل الى ثلاثة الاف وظيفة جديدة فقط خلال الشهرين بدلاً من التقديرات المبدئية التي صدرت الشهر الماضي وقالت ان الزيادة بلغت 47 الف وظيفة. ومع ضعف سوق العمل ارتفع معدل البطالة الى 5.9 في المئة الشهر الماضي من 5.8 في المئة في الشهر السابق. وكان الاقتصاديون توقعوا بصفة عامة ارتفاع المعدل. وكان الدولار واصل ارتفاعه امام اليورو والين، قبل اعلان ارقام العمالة، مكملاً انتعاشه بعد خسائره في الاسبوع الماضي. لكن مع صدور البيانات تراجع الى 120.13 ين من 120.65 ين و120 يناً في اواخر التعامل في الاسواق الاوروبية أول من أمس. وسجل اليورو 0.9731 دولار مقابل 0.979 دولار أول من أمس. وكانت التعاملات محدودة مع اغلاق السوق الاميركية بسبب عطلة عيد الاستقلال. وكان الدولار ارتفع بمقدار نصف نقطة مئوية الى اعلى مستوياته منذ عشرة ايام امام اليورو وحقق تقدماً محدوداً امام الين بعد تحذير وزير المال الياباني ماساجورو شيوكاوا من ان طوكيو لا تريد ان ترى الدولار يهبط الى مستويات أيلول سبتمبر الماضي. وكان المحللون يتوقعون ان تدعم بيانات العمالة، اذا جاءت قوية، اتجاهات الاقتصاد الاميركي، لكن الارقام المخيبة القت بظلالها على انتعاش الاقتصاد الاميركي الذي يواجه ازمة انعدام ثقة المستهلك وهروب المستثمرين الدوليين من الاصول الاميركية. وقرر مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الاسبوع الماضي عدم تغير اسعار الفائدة في ضوء الاضطرابات في اسواق المال وضعف الانتعاش الاقتصادي. وقال المتعاملون ان الدولار مازال يبدو ضعيفاً في الاجل الطويل نظراً إلى الشكوك المحيطة بسوق الاسهم الاميركية بعد سلسلة من الفضائح المحاسبية في الشركات الاميركية وهيمنة عمليات تغطية المراكز المكشوفة على التعاملات في الايام القليلة الماضية. وأشار المحللون الى تصريحات داعمة للدولار ادلى بها هورست كولر المدير العام لصندوق النقد الدولي لصحيفة "فايننشال تايمز" قال فيها انه على رغم حذره فيما يتعلق بالتدخل في التعاملات في حالة الانخفاض الحاد للدولار، الا ان "عدم التدخل على الاطلاق ليس هو الحل". وتبع الجنيه الاسترليني خطى اليورو في تراجعه امام الدولار أمس وسجل 1.5180 دولار مقابل 1.524 أول من أمس. ومع غياب احداث مؤثرة على السوق محلياً تركز الحديث في السوق على تعليقات ادوارد جورج محافظ بنك انكلترا المركزي اول من أمس، الذي نقل متحدث باسم وزارة المال اليابانية للصحافيين قوله لوزير المال الياباني ان ارتفاع اليورو في الفترة الاخيرة امام الاسترليني جعل من الممكن بالنسبة إلى بريطانيا ان تجري مناقشة اكثر هدوءاً في ما يتعلق بالانضمام لليورو. وتراجع الاسترليني بنحو خمسة في المئة امام اليورو منذ بداية السنة مقترباً من مستويات يعتقد ان الانضمام عندها لليورو يمكن ان يتم من دون الاضرار بالقدرة التنافسية للصادرات البريطانية. واستقر الاسترليني عند مستوى 64.10 بنس لليورو أمس بعد انخفاضه عن مستوى 65 بنساً في الاسبوع الماضي وهو ادنى مستوياته منذ تشرين الاول اكتوبر عام 1999.