سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسيرات في غزة مؤيدة للرئيس الفلسطيني وأخرى طالبت بإعدام متعامل : 18 جريحاً في اشتباكات بين رجال الأمن ومتظاهرين و"كتائب الأقصى" تهدد باغتيال أي منافس لعرفات
تظاهر ألوف الفلسطينيين في غزة أمس تأييداً للرئيس ياسر عرفات، منددين بدعوة الرئيس جورج بوش الى تنحية الرئيس الفلسطيني، ومطالبين بالمزيد من العمليات الاستشهادية "والأحزمة الناسفة"، وهاجم متظاهرون آخرون مؤيدون لحركة المقاومة الفلسطينية حماس مقراً للشرطة، مطالبين بإعدام أحد المتعاونين مع اسرائيل كانت الحركة اعتقلته وسلمته الى السلطة، بعدما حققت معه واتهمته بالتسبب في مقتل ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة من قادتها. وتصدت الشرطة للتظاهرة الثانية فوقعت اشتباكات أصيب خلالها 18 شخصاً على الأقل. وتعهد أحد المتظاهرين باغتيال من "يجرؤ" على منافسة عرفات على القيادة. غزة ، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - نزل الى شوارع غزة أمس ألوف الفلسطينيين وهم يرددون "مزيدا من العمليات والاحزمة الناسفة"، في مسيرة نظمتها حركة "فتح" التي يرأسها الرئيس ياسر عرفات احتجاجاً على دعوة الولاياتالمتحدة لتنحيته. وتوعد ناشط من "كتائب شهداء الاقصى" الجناح العسكري ل"فتح" باغتيال من ينافس عرفات على القيادة. وجاء في الرسالة التي اذيعت عبر مكبرات الصوت في شوارع غزة بينما كان مسلحون يطلقون النار في الهواء "أي عميل يجرؤ على تقديم نفسه كبديل لعرفات سيعدم في الميدان العام". ونفذت "كتائب الاقصى" عدداً من الهجمات الانتحارية التي قتلت عشرات داخل اسرائيل. واغضب الرئيس الاميركي جورج بوش الفلسطينيين في خطاب شرح فيه سياسته في الشرق الاوسط الشهر الماضي دعا فيه الفلسطينيين الى اختيار قيادة جديدة. وقال مسلح من "فتح" خلال المسيرة "أنصح بوش بان يذهب الى الجحيم او يبقى صامتاً". وتوقف المحتجون امام مقر الاممالمتحدة في غزة قبل ان يتجمعوا لتنظيم المسيرة الى مقر عرفات على الشاطئ والذي دمر في هجوم صاروخي اسرائيلي في نيسان ابريل. وجاء في الرسالة التي سلمت لمسؤولي الاممالمتحدة "نطالب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بأن يستنكر تصريحات بوش وان يحترم ويحمي حق الشعب الفلسطيني في تقرير قيادته". وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن العداء للولايات المتحدة زاد منذ خطاب بوش "الذي خيب ايضاً امل المواطن الفلسطيني العادي لاغفاله وضع جدول زمني محدد لاقامة دولة فلسطينية مستقلة". مصادمات الى ذلك افادت مصادر طبية وشهود أمس ان 18 فلسطينيا على الاقل اصيبوا بجروح مختلفة خلال مصادمات بين متظاهرين يطالبون باعدام مشتبه فيه بالتعاون مع اسرائيل وافراد من الامن الفلسطيني في رفح. وقال مصدر طبي لوكالة "فرانس برس" "اصيب على الاقل 18 شخصا بشظايا وبحجارة بينهم مدنيون ورجال امن خلال صدامات بين مئات الفلسطينيين ورجال الامن". وأفيد ان حوالى ثلاثمئة فلسطيني تظاهروا امام مقر الاجهزة الامنية في رفح للمطالبة باعدام احد المتعاونين مع اسرائيل متهم بتقديم معلومات ادت الى اغتيال ستة فلسطينيين الاسبوع الماضي. وشارك في التظاهرة انصار من حركة "حماس" وعائلات واقرباء الفلسطينيين الستة الذين قتلوا في الهجوم الذي نفذته مروحية اسرائيلية في 26 حزيران يونيو في غزة. واكد شاهد ان "المتظاهرين اغلقوا الطريق الرئيسي باطارات السيارات المشتعلة وقاموا برشق المقر بالحجارة وقام اشخاص بالقاء قنبلة من صنع يدوي على المقر". وقال ان "الاجهزة الامنية والشرطة حاولت صد المتظاهرين الغاضبين واطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم". واوضحت مصادر فلسطينية في رفح ان "هذه التظاهرة جاءت بعدما سلمت "حماس" الاجهزة الامنية شخصا يشتبه بتعاونه مع اسرائيل في اغتيال ستة فلسطينيين بينهم ثلاثة مسؤولين من الحركة في السادس والعشرون من الشهر الماضي بعدما خطفته الجمعة الماضية وقامت بالتحقيق معه". وقال مسؤل امني فلسطيني ان "حماس اعلنت قبل ايام اعتقال عميل متورط في اغتيال ستة فلسطينيين وسلمته الى الاجهزة الامنية وهو الان قيد التحقيق ولم توجه اليه اي تهمة وبعد استكمال الاجراءات القانونية سيحال الى القضاء". واكد عبدالعزيز الرنتيسي احد قياديي "حماس" ان "حماس عندما سلمت العميل هدفت الى وأد الفتنة والحفاظ على لحمة الشعب الفلسطيني من التفكك". واضاف ان "هذه غضبة جماهيرية ضد العملاء ومطالبة من الجماهير باعدام هذا العميل الذي ادى تعاونه لاستشهاد ستة من المواطنين". وحاول ممثلون عن القوى الوطنية والاسلامية في رفح منع وقوع الاشتباكات الا ان بعض المواطنين واصل رشق الحجارة. وأكدت هذه القوى ان الجهود متواصلة لاحتواء الموقف. الى ذلك، قال بيان وزعته الحركة العربية للتغيير التي يرأسها عضو الكنيست الاسرائيلية الدكتور أحمد الطيبي، ان الوزير الاسرائيلي داني نافيه، الوزير في مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون، اقترح خلال خطاب له أمام الكنيست أمس إبعاد الرئيس ياسر عرفات لمنعه من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الأراضي الفلسطينية. وأضاف البيان ان أقوال داني نافيه أثارت ردود فعل غاضبة من النواب العرب، وأن الطيبي اتهم نافيه والحكومة "بالارهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني وخياره الديموقراطي". وأضاف نافيه: "لقد انتهت اتفاقات أوسلو ولا يوجد بعد اليوم بالنسبة إلينا مناطق أ لأننا ملزمون بمحاربة الارهاب". وكان نافيه يعقب على اقتراح لجدول أعمال الكنيست حول خطاب الرئيس بوش قدمه النائب الطيبي الذي انتقد ما جاء في الخطاب قائلاً: "ان بوش يتعامل مع الشعب الفلسطيني كمجموعة من الفقراء السود في أحد أحياء نيويورك أو هيوستن وينتظرون هبة أو منّة من الغذاء والدعم المالي ولا يتعامل مع شعب يملك حق تقرير المصير ويعاني من احتلال بشع".