طهران، كوالالمبور - أ ف ب، رويترز - تصاعدت حدة التوتر بين الاصلاحيين والمحافظين الايرانيين، وأعلنت "جبهة المشاركة"، اكبر الاحزاب الاصلاحية ان نوابها قرروا استدعاء وزير الدفاع للمثول امام مجلس الشورى بسبب "تدخل" الحرس الثوري باسدران "في الحياة السياسية" في البلاد، بعد تحذير عنيف لا سابق له وجهه حراس الثورة أول من امس الى الاصلاحيين اتهمهم بالسعي الى علمنة النظام وخدمة مصالح الولاياتالمتحدة. وتميز البيان بلهجة قاسية ووجه انتقادات حادة الى بعض الاصلاحيين من دون ان يسميهم متهماً اياهم بتشجيع "الروح الانقلابية"، ودعا الى "الالتفاف حول قيم" الثورة والمرشد بسبب "التهديدات" الاميركية بشن عملية ضد ايران. وأثار البيان ردود فعل عنيفة، فأعلنت "جبهة المشاركة" التي يتزعمها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس محمد خاتمي ان مجموعة من 95 نائباً اصلاحياً عضواً في الجبهة او مقرباً منها قرروا استدعاء وزير الدفاع علي شمخاني للمثول امام مجلس الشورى "لتقديم شروحاته" حول "تدخل غير مقبول" للباسدران "في الحياة السياسية" في البلاد. وجاء في بيان أصدرته الجبهة: "نشكك في شرعية هذا البيان الذي يتحدث عن المشكلات السياسية ويتناول مواقف الاحزاب والمشكلات العائدة الى وزارة الخارجية وكل هذه الامور ليست من اختصاص الباسدران". وذهب محمد رضا خاتمي نائب رئيس مجلس الشورى ابعد من ذلك مصرحاً للصحافيين بأن البيان "يضعف موقف الباسدران ويجعلهم في مرتبة الحزب السياسي، في حين ان مهمتهم حماية الامة". وأضاف: "لفترة طويلة، امتنع الباسدران عن التدخل في القضايا السياسية، الامر الذي يحظره القانون. والسؤال: لماذا غيروا سلوكهم اليوم؟"، مؤكداً ان البيان اصدرته "اقلية فقط في صفوف" الحرس. واعتبر النائب الاصلاحي عن شيراز رضا يوسفيان "ان العسكريين ليس لهم الحق في التدخل في المسائل السياسية". غير ان الباسدران وجدوا من يدافع عنهم في صفوف الاقلية المحافظة في مجلس الشورى. وقال النائب محمد شائي-ارابلو: "انها ليست المرة الاولى التي يعبر فيها الباسدران عن وجهة نظرهم. لقد قاموا بذلك خلال الحرب عندما كان الإمام الخميني لا يزال على قيد الحياة ... ونحن اليوم نواجه تهديداً اميركياً، اذ ان قوى الاستكبار موجودة في كل المنطقة حول ايران في الخليج". واستغرب "تسييس هذا الامر" متهماً الاصلاحيين ب"التفكير بمصالحهم الفئوية فحسب". يذكر ان الباسدران فرقة نخبة تضم نحو 200 الف عنصر في سلاح البر والبحر والجو يخضعون للسلطة المباشرة لمرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.