استطاعت النجمة الشابة وفاء صادق أن تلفت إليها الانظار وتؤكد وجودها وتميزها في الكثير من الاعمال، منها مسلسل "ابو العلا البشري" مع الفنان محمود مرسي ومسلسل "زيزينيا" مع الفنان يحيى الفخراني ومسرحية "عطوة ابو مطوة" وفيلم "القبطان" مع الفنان محمود عبدالعزيز. وتصور حالياً مسلسلاً جديداً لشهر رمضان تنتهي به مرحلة من حياتها الفنية. عن كل ذلك وعن نظرتها الى المستقبل تحدثت صادق الى "الحياة": لماذا غبت طوال السنوات الثلاث الأخيرة؟ - غيابي جاء نتيجة انجابي ابني الثاني نور الذي يبلغ من العمر الآن خمسة أشهر، وأنا في الحقيقة منذ زواجي وبيتي هو أهم شيء في حياتي، ولهذا اعطيه كل الوقت. وولداي طارق ونور لهما الأولوية عندي، فأنا فنانة بدرجة أم. إذاً الزواج يشكل عائقاً أمام عملك الفني؟ - بالتأكيد الزواج عطل عملي فترات طويلة، لكن بإرادتي، فأنا اخترت أن اتزوج وقررت أن انجب وبالتالي فأنا سعيدة أن أتأخر في عملي كممثلة وأتقدم في دوري كأم. لماذا انحصرت أدوارك في شخصية البنت الحزينة المغلوبة على امرها. ألا تجيدين التنويع؟ - لملامح وجهي دور مهم جداً في أن تنحصر أدواري في دور الفتاة الجادة الحزينة، وعلى أساس هذه الملامح اختارني المخرجون والمؤلفون. ثم ان إجادتي لهذه الأدوار جعلت هؤلاء المخرجين يعتقدون أنني لا أصلح إلا لمثل هذه الأدوار، على رغم أنني أجيد كل الأدوار، من الكوميدي الى الاستعراضي الى التراجيدي وأتمنى أن يجرب هؤلاء المخرجون قدراتي. ما المرحلة التي قررت انهاءها في حياتك الفنية؟ - هي مرحلة أدائي للأدوار الجادة "النكدية" او الحزينة، فأنا لدي طاقة فنية ما زالت تعيش مخنوقة في داخلي وأريدها ان تخرج للنور وأن يشاهدها جمهوري. وأنا ما زلت شابة وأريد أن أقدم أدواراً تناسب هذه المرحلة من عمري وتعبر عن بنات جيلي وليس عن نوعية واحدة وهي نوعية الفتاة الجادة. فهناك الفتاة الشقية والفتاة المرحة والرومانسية والاستعراضية. وقررت أن يكون دوري في المسلسل الذي أصوره حالياً مع الفنان كمال الشناوي ومن اخراج محمد فاضل وعنوانه "لدواع أمنية" هو دوري الأخير في هذه المرحلة التي فرضوها علي ولم أخترها. وفيه أمثل دور فتاة جادة وحزينة. وسيعرض في رمضان المقبل. ماذا ستفعلين لتقنعي المخرجين بطاقاتك الاخرى؟ - لن أقبل الدور الذي يعرض علي ويكون مشابهاً لكل أعمالي وسأصرح للجميع بأنني أرغب في أن يمنحوني فرصة القيام بأدوار أخرى. هل أنت بالفعل الابنة الوحيدة لممثلة خليجية معروفة؟ - نعم أنا ابنة الفنانة الخليجية اسمهان توفيق وهي ممثلة معروفة باسم فاتن حمامة الخليج وذلك لأدوارها الجادة جداً التي تقدمها في أعمالها الكثيرة. اذاً، هل الفن عندك وراثة؟ - لا يوجد وراثة او وساطة في الفن وليس معنى أنني ابنة للمخرج عادل صادق أو الممثلة اسمهان توفيق انني من خلالهما أصبحت ممثلة. العكس تماماً. وهناك ممثلون عظماء وأولادهم لا علاقة لهم بالفن، أو عملوا في الفن وفشلوا، وبالنسبة إليّ لم أدخل الفن لا من طريق أبي ولا من طريق أمي، على العكس تماماً والدي كان يرى أنني فتاة مدللة تريد أن تجرب وتلعب وفوجئ بوجودي وأدائي ونجاحي. لماذا مُنعت من دخول قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة؟ - الحقيقة هذه القصة مؤلمة جداً بالنسبة اليّ، ولكن هناك قراراً يحظر عبور أو دخول الفنان من قاعة كبار الزوار في المطار المصري، وأنا للأسف لم أكن أعلم بوجود مثل هذا القرار، وعلى هذا ذهبت للقاء زوجي الذي كان آتياً من السفر بصحبة شخصية صديقة مهمة، ومن المقرر خروجهما من قاعة كبار الزوار فذهبت الى هناك وبمجرد ان حاولت دخول القاعة وجدت أحد الضباط يمنعني قائلاً: "آسف ممنوع دخول الفنانين؟". بالطبع لا استطيع أن أصف مقدار الاسف والخجل الذين شعرت بهما أمام زوجي وصديقه وفي هذه اللحظات عرفت أن هناك قراراً بمنع دخول الفنانين هذه القاعة، مع أننا نحمل "كارنيه" من النقابة مكتوباً عليه "يصرح لحامله بالدخول والوجود في الاماكن كافة ورجاء تسهيل مهمته كفنان". ولا توجد ابداً كلمة واحدة تمنعنا من الوجود في أي مكان والا كنا عرفنا ذلك، ولهذا فأنا أتمنى ان يكتبوا اسم الفنانين المسيئين او المخطئين ويمنعوهم او يعاقبوهم ولا يعاملوننا جميعاً المعاملة ذاتها. فنحن مختلفون فينا الجيد وفينا الرديء. هل مسلك بعض الفنانين هو سبب مثل هذا القرار؟ - بالتأكيد، هناك فنانون يستحقون مثل هذا القرار، ولكن ما ذنبنا نحن. هناك موجة من اعتزال الفنانات حالياً في مصر، فهل ننتظر قريباً اعتزال وفاء صادق؟ - هذا شيء غير وارد نهائياً، فأنا لا أفعل شيئاً حراماً لأعتزله أو أتوب عنه، ومن اعتزلن الفن هذا رأيهن وقرارهن. هل تذهبين لحضور جلسات الدروس الدينية لدى مشايخ امثال عمرو خالد والحبيب علي وغيرهما؟ - مع كل احترامي لجميع المشايخ والعلماء، فأنا لا أحضر هذه الجلسات وأرى أن الدين موجود في المصحف وفي كتب الاحاديث وعندما يكون هناك امر غير واضح بالنسبة اليّ استشير فيه، في ما عدا ذلك أنا اتعامل مع الدين في شكل بسيط اساسه الحب والايمان. لماذا لم تقدمي سوى عمل مسرحي واحد وكذلك عمل سينمائي واحد؟ - بالنسبة الى المسرح قدمت مسرحية "عطوة ابو مطوة" مع الفنان يحيى الفخراني وهي من أحب الاعمال اليّ لأنني قدمت فيها دوراً مختلفاً عن النمط الذي سجنوني فيه وتضمن الاستعراض ولكن العمل المسرحي على رغم أنه ممتع إلا أنه مرهق جداً ويحتاج الى التفرغ. وأنا كوني زوجة وأماً أجد الأمر صعباً. لذا فإن المسرح لا يرفضني ولا أرفضه، أما بالنسبة الى السينما فالأمر مختلف، فلقد قدمت فيلم "القبطان" مع الفنان محمود عبدالعزيز وبعدها لم تقبل السينما علي ولا أعرف السبب، أو ربما يكون السبب هو عملي في التلفزيون في شكل متواصل ومستمر أو ان ربما نوعية الأدوار التي أؤديها غير مطلوبة او مشجعة يسأل في ذلك أهل صناعة السينما. مَنْ هو الفنان الذي تتمنين العمل معه؟ - الفنان احمد زكي هو الفنان الذي افخر وأحلم وأتمنى الوقوف أمامه في عمل واحد لأنني على يقين أنه فنان قوي جداً وعبقري ويستفيد كل من يعمل معه. هل يتدخل زوجك في اختيارك أدوارك؟ - على رغم أن زوجي لا يعمل في الوسط الفني إلا أنه ابداً لم يفرض عليّ تحفظات معينة ولم يختر لي يوماً عملاً، بل انني وبارادتي اضع حدوداً على اختياراتي منها: ممنوعة القُبل، ممنوع ارتداء المايوه، ممنوعة مشاهد الاثارة، وكل هذه محاذير افرضها على نفسي سواء كنت زوجة أم لا، لأن هذه قناعتي الشخصية. ألا ترين انك متأخرة عن بنات جيلك في عالم الشهرة؟ - الحمد لله انا لي جمهور كبير، لكن أنا متأخرة في العمل عمن دخلن الوسط الفني بعدي بسنوات وذلك لأنني أقدم فقط العمل الذي احبه والدور الذي يعجبني وأرتاح إليه ولا أعمل من أجل الشهرة أو المال. فأنا والحمد لله مستورة مادياً ولست من هواة الشهرة.