تدهور الدولار أمس الى ادنى مستوى يسجله مقابل اليورو منذ نحو عامين ونصف العام بعدما أعلنت الحكومة الاميركية ارتفاع العجز التجاري الى مستوى قياسي في شهر أيار مايو الماضي مع ارتفاع الطلب على السيارات والاغذية والسلع الاستهلاكية المستوردة. لندن، واشنطن - "الحياة"، رويترز - قالت وزارة التجارة الاميركية أمس ان العجز التجاري الاميركي بلغ 37.64 بليون دولار في أيار الماضي، اذ زادت الفجوة التجارية التي تقاس بالفرق بين الصادرات والواردات من السلع والخدمات عن التقديرات المعدلة للعجز في شهر نيسان ابريل الماضي والتي بلغت 36.14 بليون دولار. وكان متوسط توقعات المحللين عجزاً مقداره 35.23 بليون دولار. وأظهر تقرير منفصل صدر عن وزارة العمل الاميركية ان التضخم لم يكن محسوساً تقريباً في حزيران يونيو الماضي وان ضعف الاسعار كان ملموساً في كل شيء بدءاً من الملابس الى السيارات الجديدة والمساكن. وقالت الوزارة ان مؤشر أسعار المستهلكين، وهو المقياس الرئيسي للتضخم في الولاياتالمتحدة، ارتفع بنسبة 0.1 في المئة فقط الشهر الماضي بعد ان استقر دون اي تغيير في أيار. وأضافت انه باستبعاد اسعار المواد الغذائية والطاقة التي تشهد في العادة تقلبات أكثر من غيرها، ارتفع المؤشر الاساسي لاسعار المستهلكين بنسبة 0.1 في المئة بعد ارتفاعه 0.2 في المئة في أيار. وجاءت الارقام اقل من توقعات الاقتصاديين في حي المال في نيويورك وول ستريت الذين قدروا ارتفاع التضخم بنسبة 0.2 في المئة للمؤشرين العام والاساسي. وسيتيح هذا التقرير لمجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي فرصة ابقاء أسعار الفائدة عند 1.75 في المئة، أي عند أدنى مستوياتها منذ 40 عاماً. وفي تقرير آخر يمثل انباء ايجابية للاقتصاد والعاملين، قالت الوزارة ان الاجور الحقيقية، اي بعد احتساب التضخم، زادت بنسبة 0.6 في المئة في حزيران بعد ارتفاعها 0.2 في المئة في أيار. وانخفض الدولار الى أدنى مستوياته منذ عامين ونصف العام امام اليورو وتراجع أمام الين الى ادنى مستوياته منذ 17 شهراً، ما أثار مخاوف من احتمال تدخل السلطات اليابانية للحد من قوة العملة المحلية التي تضر بالصادرات اليابانية. وبلغ سعر اليورو بعد ظهر أمس عقب اعلان البيانات الاميركية 1.0210 دولار مقابل1.010 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وتراجع الدولار الى 115.73 ين مقابل 116.7 ين، في حين ارتفع الاسترليني الى 1.5854 دولار من 1.571 دولار وهو أعلى مستوى يسجله مقابل العملة الاميركي منذ نيسان عام 2000. وظل الدولار يعاني أمس من الشكوك المحيطة بحالة سوق الاسهم الاميركية وقدرة الولاياتالمتحدة على الاستمرار في جذب رؤوس الاموال العالمية لتمويل العجز الضخم في ميزان المعاملات الجارية. وبدأ التعامل في بورصة نيويورك أمس بتراجع مؤشر "داو جونز" نحو مئتي نقطة، أي نحو 2.34 في المئة، بعد ان هبط نحو 1.56 في المئة يوم الاولى من أمس والى ادنى مستوى في خمسة أعوام بعد ان بددت تقارير متشائمة آمال المستثمرين في انتعاش ارباح الشركات. وجرف تدهور بورصة نيويورك البورصات الدولية الاخرى، التي تكبدت خسائر حادة أمس قبل افتتاح التعامل في نيويورك، وهبط مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 17.75 نقطة، أي 1.7 في المئة، الى ادنى مستوى يسجله في خمس سنوات، مقابل تراجعه 40.3 نقطة، أي 2.88 في المئة ليغلق على 1356.95 أول من أمس. وهبطت اسعار الاسهم في بورصة لندن بنحو 2.5 في المئة على أساس مؤشر "فايننشال تايمز 100"، في حين انخفض مؤشر "داكس" لبورصة فرانكفورت 3.94 في المئة. وبلغت خسارة مؤشر "كاك" للاسهم الفرنسية 3.84 في المئة وخسارة مؤشر "نيكاي" للاسهم اليابانية 2.82 في المئة.