شهدت العلاقات المغربية - الإسبانية تدهوراً كبيراً, بعدما هاجم الجيش الإسباني فجر أمس جزيرة ليلى برخيل بحسب التسمية الاسبانية وأبعد منها الجنود المغاربة الذين أقاموا فيها مركز مراقبة منذ الخميس الماضي. وطالبت الرباطمدريد ب"انسحاب فوري غير مشروط" من "الجزيرة المغربية"، في حين صدرت دعوات الى قطع العلاقات معها. راجع ص 6 ورأس العاهل المغربي الملك محمد السادس في القصر الملكي في الرباط اجتماعاً وزارياً طارئاً. وقال الناطق باسم القصر السيد حسن أوريد ان الملك أطلع الوزراء "على ما قامت به قوات الاحتلال الاسباني فجر اليوم أمس من اجتياح لجزيرة تورة المعروفة باسم ليلى، في وقت كانت فيه الاتصالات تسير في اتجاه الاتفاق مع الحكومة الإسبانية على تجاوز الأزمة التي افتعلتها". وأضاف ان الحكومة المغربية "تدين وتستنكر في شدة العدوان الإسباني على التراب المغربي" وتعتبر ما حصل "اعتداء سافراً على المملكة المغربية" ويعمد الى تحويل خلاف سياسي الى نزاع عسكري لفرض الأمر الواقع بالقوة. وعقد وزير الخارجية السيد محمد بن عيسى مؤتمراً صحافياً مساء دعا فيه المجتمع الدولي الى الضغط على حكومة خوسيه ماريا أثنار لسحب قواتها من الجزيرة "من دون قيد أو شرط". وقال ان المغرب سبقى معبّأ للدفاع عن حقوقه المشروعة، لكنه سيظل ملتزماً الشرعية الدولية. واكد ان الاسبان هاجموا الجزيرة في الوقت الذي كانت اتصالات ديبلوماسية، تجري معهم برعاية الولاياتالمتحدة، تحقق تقدما. وفي نيويورك أ ف ب، اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان انه مستعد ان يعرض مساعيه الحميدة على المغرب واسبانيا اذا رغب البلدان في ذلك. وجاء في بيان تلاه الناطق باسمه ان الامين العام "يتابع بقلق التطورات الاخيرة بين المغرب واسبانيا وهو على اتصال مع قادة البلدين". واضاف البيان ان انان "يعبر عن اسفه للاعمال الاحادية الجانب التي جرت ويأمل في ان يستمر الطرفان في احترام التزامهما تسوية المسألة عبر الوسائل السلمية".