واشنطن - "الحياة" - انتقد مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق للشرق الاوسط السفير مارتن انديك سياسة الرئيس جورج بوش على صعيد النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي في ضوء المواقف التي تضمنها خطابه. وقال انديك الذي التحق بمعهد "بروكينغز" الاميركي المعروف ويعمل على كتابة مذكراته، ل"الحياة" على هامش زيارة وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان لواشنطن ان اعلان بوش ضرورة التخلص من القيادة الفلسطينية "ليس خطة سياسية". وأضاف انه "كان ينبغي على بوش ان يشير الى ان الادارة الاميركية لن تتعامل مع عرفات لأنه فشل في تطبيق الالتزامات التي اقدم عليها ولم يكافح العنف ولم يتخل عنه، وان عدم التعامل معه سيستمر الى حين قيامه بما هو مطلوب منه". وتابع ان "القرار يعود الى الفلسطينيين، في شأن قضية القيادة، وبامكان الادارة الاميركية ان تؤكد انها تؤيد الساعين الى الاصلاح والى إحلال مؤسسات ديموقراطية". ورأى انه كان على الادارة ان تبلغ الاسرائيليين ان عليهم وقف بناء المستوطنات وتوسيعها. وأعرب عن ثقته بأنها كانت ستحصل على موافقة رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون على ذلك. وعن سبب موافقة عرفات على عدم تضمين اتفاق اوسلو أي بند عن المستوطنات، قال انديك ان السبب هو ان "عرفات وقيادته كانا ما زالا في تونس في حينه واعتبرا ان المستوطنات سيتم اخلاؤها في نهاية المطاف خلافا لرأي فلسطينيي الداخل، الذين كانوا يعانون من المستوطنات ونقاط التفتيش ومصادرة الاراضي". وأضاف انديك الذي يصف نفسه بأنه مؤيد لاسرائيل ان سياسة شارون تهدف على المدى القصير الى وقف العمليات الانتحارية ونقل الجبهة من المدن الاسرائيلية الى المدن الفلسطينية، واعتبر ان هذا التوجه "يحظى بتأييد الاسرائيليين لأن هدفه الأول هو ضمان أمنهم". لكنه رأى ان "هذه السياسة غير فاعلة على المدى الطويل وأن 80 في المئة من الاسرائيليين تخلوا ذهنياً عن الضفة الغربية، وعلى رغم ذلك فإن القوات الاسرائيلية عادت واحتلت مدنها". وذكر ان ما يطلبه بوش من شارون حالياً هو "فقط تسهيل الأمور المعيشية للفلسطينيين. ولذلك فإن اسرائيل تنظر في امكان رفع الحواجز ومغادرة المدن الفلسطينية وتمكين الفلسطينيين من تقاضي رواتبهم". وأضاف ان "كلام بوش عن التخلص من القيادة الفلسطينية يعود ايضاً الى الانتخابات الاميركية المقبلة التي يخشى بوش ان تؤدي الى سيطرة الحزب الديموقراطي على مجلس الشيوخ، ما سيشمل خسارة كبيرة له. وهذا ما يجعله يتجنب أي توتر مع اسرائيل". واعتبر انديك ان أحداث 11 أيلول "دفعت اميركا كليا الى جانب اسرائيل"، لكنه اشار الى انه ينبغي على الادارة الاميركية ان "تتحرك مع المصريين والاردنيين لاعادة بناء الاجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ووقف العنف وايجاد أفق سياسي للحل". وانتقد انديك عدم ارسال الادارة الاميركية وزير خارجيتها كولن "باول الى السعودية فور الاعلان عن المبادرة السعودية للبحث في تنظيم مؤتمر دولي يعقد بسرعة من أجل معاودة المسار التفاوضي". واعتبر ان اعلان المبادرة "كان فرصة ذهبية لم يستفد منها بوش".