ناقش الرئيس حسني مبارك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون صباح امس خطة التسوية التي طرحها عليه رئيس حزب "العمل"، وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر خلال لقائهما في قصر رأس التين في الاسكندرية اول من امس. وعلمت "الحياة" ان مبارك ناقش مع شارون خطة حزب "العمل" للتسوية التي عرضها بن اليعيزر عليه، كما تم الاتفاق خلال المحادثة على استمرار الاتصالات المصرية مع الاطراف، بما في ذلك ارسال مبعوثين الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية خلال الفترة المقبلة للعمل على تهدئة الاوضاع والظروف لاستئناف المفاوضات الامنية والسياسية. وأوضحت مصادر مطلعة في القاهرة ان مبارك رفض مجدداً خلال حديثه مع شارون ازاحة عرفات، مشددا على ان مصر ترى إمكانية في التفاوض مع مسؤولين فلسطينيين في مستوى أقل من الرئاسة، كما سبق أن حدث في العديد من جولات المفاوضات، وذلك احتراماً لإرادة الشعب الفلسطيني. وأكدت المصادر أن القاهرة ترغب في ضمان تهيئة اجواء مناسبة لاستمرار الاصلاحات في السلطة ولإجراء الانتخابات الفلسطينية في موعدها المحدد. وزادت المصادر إن رئيس الاستخبارات العامة المصرية السيد عمر سليمان والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري سيوفدان الى اسرائيل والسلطة وسيجري تحديد موعد قريب لمهمتهما عن طريق القنوات الديبلوماسية. ووصفت الاذاعة الاسرائيلية الاتصال الهاتفي الذي دام ربع ساعة بين شارون ومبارك بانه بناء. وكان مبارك سئل بعد اجتماعه وبن اليعيزر لماذا لا يتحدث مع شارون كما تحدث مع الرئيس ياسر عرفات، فأجاب "إن شارون حدثني هاتفياً مرة لمدة دقيقة ونصف وأنهى المكالمة" و"مثل هذه الاتصالات تحتاج الى مزيد من الحوار". "قطاع غزة اولا" وعن طبيعة خطة التسوية التي بحثها بن اليعيزر مع مبارك، كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" انها تهدف الى عودة الانشطة الى طبيعتها في قطاع غزة اولا في مقابل وقف "الارهاب" في القطاع. وقال بن اليعيزر للصحيفة: "سيكون قطاع غزة اختبارا للفلسطينيين". واضاف ان مبارك وعد بالمساعدة على تحقيق هذا المشروع من خلال العمل على "القضاء على الارهاب في قطاع غزة"، مضيفا انه في حال نجحت الخطة فسيتم تطبيقها على باقي الاراضي الفلسطينية. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان الخطة النموذجية التي يطرحها بن اليعيزر لقطاع غزة ستنفذ على مراحل، مضيفة انه بعد التراجع الملحوظ في اعمال العنف فان القوات الاسرائيلية ستتراجع الى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع الانتفاضة. وتابعت ان مصر ستساعد ايضا في الاشراف وتدريب قوات الامن الفلسطينية التي سيتم توحيدها تحت قيادة واحدة، في حين ستسهل اسرائيل اثر ذلك عودة العمال الفلسطينيين الى المناطق الصناعية في قطاع غزة ثم تدريجيا الى اسرائيل.