فيما كانت اللجنة الرباعية الدولية تستعد للاجتماع في نيويورك، شن مسلحون فلسطينيون هجوماً على باص امام مدخل مستوطنة "عمانوئيل" شمال الضفة الغربيةالمحتلة، ادى الى قتل ثمانية اسرائيليين واصابة 20 آخرين. واعلنت ثلاث منظمات هي "حماس" و"كتائب شهداء الاقصى" و"كتائب المقاومة الوطنية" الجبهة الديموقراطية مسؤوليتها عن هذه العملية. ووصفت مصادر اسرائيلية الهجوم بأنه نفذ "باسلوب حزب الله". راجع ص4 و5 و6 على الفور شددت قوات الاحتلال اجراءات منع التجول وعقد اجتماع اسرائيلي طارئ للبحث في تداعيات الهجوم، فيما دان الرئيس الاميركي العملية مؤكداً "اهمية التركيز على السلام والعمل مع قادة داخل السلطة الفلسطينية يؤمنون بقضية السلام". كما دانت السلطة الفلسطينية "استهداف المدنيين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين". وبادرت اسرائيل الى الغاء اجتماعات كان مقرراً عقدها في الايام المقبلة بين الفلسطينيين. في غضون ذلك عملت "الرباعية" الولاياتالمتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي، الاممالمتحدة على مستوى وزراء الخارجية لاستعادة شيء من الاجماع الذي اطاحه الخطاب الاخير للرئيس جورج بوش. ووجه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رسائل الى اعضاء الرباعية ركز فيها على الامن اولاً واخيراً، ولم يتحدث عن عودة الى التفاوض. وفي بيانها الذي تولى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اعلانه أكدت "الرباعية" ادانتها لعملية امس. وفي المؤتمر الصحافي المشترك كان واضحاً تباين المواقف بين الجانب الاميركي والاطراف الثلاثة الاخرى خصوصاً في ما يتعلق بموضوع "مصير" الرئيس ياسر عرفات. لذا حرص وزير الخارجية الاميركي كولن باول على القول: "لم نمض وقتاً طويلاً في الحديث عن الاشخاص، بل ركزنا على ايجاد وسيلة للتقدم الى امام من اجل مستقبل الفلسطينيين كشعب ومن اجل تحقيق تسوية". اما انان فشدد على ان الاممالمتحدة تتعامل مع الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني. وقال وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف: "من حق الفلسطينيين ان يختاروا قائدهم وعرفات هو القائد المنتخب والشرعي ولا بد ان نتعامل معه". واعلن وزير الخارجية الدنماركي: "الامر عائد للشعب الفلسطيني ونحن نتعامل مع من يختاره". وظهر التباين ايضاً في ما سماه باول "مستويات مختلفة" في التركيز على التوازي في التقدم على المسارات الامنية والسياسية والاقتصادية، وقال: "لم نتخل يوماً عن التوازي، ونتمسك بالمسارات الثلاثة، ونتمنى لو امكن التقدم عليها بالتوازي، لكن المسارات لا تتحرك بالسرعة نفسها". واشار انان الى ان شارون ابلغه أن هناك خطوات اسرائيلية ستنفذ لتخفيف المعاناة الانسانية للفلسطينيين، واوضح انان أنه شدد على "فتح الباب امام المساعدات الانسانية كأسرع طريق لتخفيف المعاناة". وخلا البيان الختامي لاجتماع "الرباعية" من اشارة الى "ازاحة" الرئيس الفلسطينيي ك"شرط" لتحريك المسار السياسي، وانما عاد الى تأكيد مضمون بيان مدريد ل"الرباعية" الذي شدد على التوازي في المسارات الامنية والسياسية والاقتصادية. كما جددت التزامها تنفيذ "رؤية قيام دولتين" فلسطين واسرائيل في غضون ثلاث سنوات. وكان متوقعاً ان يجتمع وزراء "الرباعية" مع وزيري الخارجية المصري احمد ماهر والاردني مروان المعشر والمندوب السعودي لدى الاممالمتحدة السفير فوزي شبكشي. على صعيد آخر اتصل شارون امس بالرئيس المصري حسني مبارك، وذكر انهما ناقشا الخطة التي عرضها وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر على الرئيس مبارك يوم الاثنين الماضي. واوضحت مصادر مصرية مطلعة ان مبارك رفض مجدداً خلال المكالمة اي حديث عن ازاحة عرفات، معتبراً انه يمكن التفاوض مع مسؤولين فلسطينيين في مستوى أقل من الرئاسة كما حصل في جولات اخرى من المفاوضات. وكتبت "يديعوت احرونوت" امس ان خطة بن اليعيزر تهدف الى عودة الانشطة الى طبيعتها في قطاع غزة في مقابل" وقف الارهاب" في القطاع. وقال بن اليعيزر للصحيفة: "سيكون قطاع غزة اختباراً للفلسطينيين". الى ذلك اعلن عرفات انه سيترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة، اذا قررت ذلك اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية. اما امين سر هذه اللجنة السيد محمود عباس ابو مازن فقال في لقاء مع "الحياة" انه لن يكون مرشحاً للرئاسة الفلسطينية بديلاً من عرفات. من جهة اخرى عرضت "المجموعة العالمية لحل الازمة" التي يرأسها الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري مقترحاتها لحل النزاع العربي الاسرائيلي، وحضت على اطلاق مبادرة سلام شاملة. ومع انها وجدت في خطاب بوش الشروط اللازمة لحل المشكلة الفلسطينية، الا انها شككت في ان تكون اقتراحاته قادرة على "وقف العنف والتوصل الى النتائج السياسية المطلوبة في وقت معقول".