أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول، مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، في نقد نادر من واشنطن لسياسته أن "احصاء الفلسطينيين الذين تقتلهم لن يؤدي إلى نتيجة". وبدأ الجيش الإسرائيلي أمس تنفيذ مرحلة جديدة من خطة أعلنها شارون لتقويض هيئات السلطة الفلسطينية ومؤسساتها، مستخدماً أسلحته البرية والبحرية والجوية، وطاول القصف مدرسة للمكفوفين في غزة. ونجا من الموت بأعجوبة عشرات من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بينهم مدير جهاز الاستخبارات العامة أمين الهندي، ومدير الأمن العام عبدالرزاق المجايدة، عندما استهدف القصف مقراًَ لهم في غزة كانوا على أهبة عقد اجتماع فيه، تعلم به إسرائيل، واستشهد أمس 11 فلسطينياً وقتل ضابط وجنديان إسرائيليان. راجع ص4 وفيما اكتسبت المبادرة السعودية زخماً جديداً، بعدما أعلن بيان رئاسي سوري تأييدها، وأكد ذلك وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني كمال خرازي في طهران أمس، ومن خلال طرحها على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم السبت في القاهرة، لتصبح مبادرة عربية رسمية، جدد الرئيس جورج بوش ترحيبه بها، خلال لقائه الرئيس حسني مبارك في واشنطن الثلثاء، لكنه جدد أيضاً دعوته الفلسطينيين إلى وقف العنف لكي يتسنى له ارسال المبعوث الخاص انتوني زيني لمناقشة تطبيق "خطة تينيت" و"توصيات ميتشل". واعتبر بوش الدعم االسوري للمقترحات السعودية "بناء". واعلن المتحدث باسم البيت الابيض آري فلايشر ردا على اسئلة الصحافيين "كما تعلمون، تلقى الرئيس الافكار السعودية بايجابية، وبقدر ما تستقطب الدعم من دول المنطقة بقدر ما سيتبين انها بناءة". لكن باول انتقد أمام لجنة في مجلس النواب السياسة الإسرائيلية صراحة، ودعا شارون إلى "إمعان النظر" في ما إذا كانت مفيدة. وطلب من عرفات "بذل مزيد من الجهد" لوقف العنف. وأضاف مخاطباً شارون: "إذا أعلنت الحرب وكنت تعتقد أنك قادر على حل المشكلة عبر احصاء عدد الفلسطينيين الذين تقتلهم، فاعتقد بأن ذلك لن يؤدي إلى نتيجة". في غضون ذلك، حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين من أن "حكم التاريخ سيكون قاسياً عليهم بسبب المذبحة المفروضة على شعبيهما"، معرباً عن "روعه" من الحصيلة المتزايدة للمجزرة و"الخطاب العدائي" المتزايد. ودعا عرفات وشارون إلى التساؤل "إلى أين سيؤدي التصعيد الراهن لدورة العنف". تدمير مؤسسات السلطة وكان شارون أعلن أن عمليات الحرب "ضرورية" لإتاحة العودة إلى "عملية سياسية" تؤدي إلى حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. ونقلت الاذاعة الإسرائيلية عنه قوله "إن الجيش تلقى برنامج عمل يهدف إلى إلحاق الضرر بالمنظمات الإرهابية وهيئات السلطة الفلسطينية التي تساعدها". وأضاف: "ان هذه التدابير ضرورية للتوصل إلى وضع من شأنه أن يمّكن من التوصل إلى عملية سياسية"، مؤكداً: "سنتوصل إلى هذه العملية بعد معركة طويلة وصعبة، علينا أن نواجهها". وأدلى شارون بهذه التصريحات خلال زيارة حاجز عسكري شمال غربي الخليل، برفقة وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز. وأوضحت الإذاعة أنه تم استبعاد الصحافيين حين تحدث شارون مع العسكريين المتمركزين على الحاجز. وبدأ إسرائيليون من اليمين واليسار، بينهم مسؤولون ومثقفون، يدعون إلى قتل عائلة أي فلسطيني ينفذ عملية انتحارية. وكتب الخبير العسكري زئيف شيف ان الانتقام من الانتحاريين بهدم منازلهم لم يجدِ، لأن عائلاتهم ستتلقى تبرعات لإعادة بنائها، لذا يجب "التهديد بقتل عائلة أي انتحاري" وتنفيذ ذلك. واتهم اللواء الهندي، مدير الاستخبارات الفلسطينية، إسرائيل بمحاولة القضاء على عشرات من المسؤولين الأمنيين في هجوم صاروخي على مقر لهم في قطاع غزة. وقال إنه كان يقود سيارته إلى المقر في منطقة الشيخ رضوان لحضور اجتماع على مستوى عالٍ عند وقوع الهجوم، وان الصاروخ سقط على المجمع الأمني مع اقتراب سيارته من المبنى. وزاد ان الإسرائيليين تلقوا معلومات عن الاجتماع بطريقة ما و"هذا جزء من محاولاتهم لتصفية القادة الفلسطينيين".