القيادة الفلسطينية أعلنت رفضها استخدام المخيمات الفلسطينية "غطاءً للخارجين على القانون"، واللجان الشعبية ومسؤولو الفصائل التي تشرف على مخيم عين الحلوة تضامنوا مع موقف الحكومة اللبنانية. ولكن على رغم هذا "التعاطف" الفلسطيني بقي الجيش اللبناني خارج المخيم ينتظر فرج الله، وخروج بديع حمادة الذي قتل ثلاثة أفراد لبنانيين، بمعجزة. في لبنان 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين لا تدخلها السلطة اللبنانية وليست لها علاقة بتسيير الحياة داخلها، وفي الحادث الأخير تصرف لبنان وكأن بديع حمادة لاجئ سياسي في دولة أخرى، واكتفى الجيش بالوقوف على مشارف عين الحلوة انتظاراً لمفاوضات أو حل ديبلوماسي لقضية جنائية وقعت على أرض لبنانية، وقتل فيها مواطنون لبنانيون. المخيمات الفلسطينية في لبنان تعيش تحت خط الفقر، وتعاني البؤس وغياب الحد الأدنى من الخدمات، وتحولت عبر السنين إلى أماكن لتصدير الإحباط والبطالة والفقر وغياب الأمل. لكن هذه الظروف القاسية شيء وإخراج هذه المخيمات من سلطة الدولة اللبنانية والسماح بوجود فصائل عسكرية وأسلحة شيء آخر. وحادث عين الحلوة كان يمكن أن يتحول إلى أزمة تهدد السلم والاستقرار في لبنان، فضلاً عن أن الأوضاع داخل الأراضي المحتلة مرشحة للتداخل مع علاقة هذه المخيمات بمحيطها اللبناني، وزج لبنان في دوامة من العنف تفرض عليه وضعاً يزيد تعقيد هذه المخيمات وبؤسها. حادث عين الحلوة يجب أن يصبح مناسبة لتعديل أوضاع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وإعطاء السلطات اللبنانية حق إدارة أمورها ومصادرة الأسلحة وحل الميليشيات وبسط سلطة الدولة، وتغيير الأوضاع المعيشية البائسة في هذه المخيمات التي ربما ساعدت على نمو التطرف والعنف.