انزلق الوضع الأمني في المخيمات الفلسطينية في لبنان بشكل مفاجئ وخطر ولا سيما ان المواجهات المتوترة تصاعدت منذ اسبوع مع الجيش اللبناني في ظاهرة تعيد الى الأذهان حوادث مخيم نهر البارد حيث أدت المواجهات الى تدميره كليا. والشرارة التي انطلقت من مقتل الشاب المراهق احمد القاسم (16 عاماً) على أحد حواجز التفتيش في مخيم البارد يوم الخميس الفائت تطايرت نيرانها يوم التشييع حيث سقط قتلى وجرحى في البارد وفي مخيم عين الحلوة. وتكثفت في اليومين الماضيين الاتصالات بين المسؤولين في الجيش اللبناني وبين الفصائل الفلسطينية التي يجمع المسؤولون فيها على ضرورة تهدئة الأوضاع في المخيمات التي تشهد يوميا وخصوصا في مخيمي نهر البارد (شمالًا) وعين الحلوة (جنوباً) إحراق إطارات مطاطية بالقرب من حواجز الجيش والفصائل الأمنية الفلسطينية. وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تسلل عناصر "غريبة" عن هذه المخيمات وتمركزها بين أبنائها، وعن مخطط لربط أمني بين المخيمات وبين عكار تمهيدا لمنطقة إمداد الى الداخل السوري ومحاولات لإلهاء الجيش اللبناني في نيران المخيمات الفلسطينية لحجب اهتمامه بطرابلس والشمال. وأمس قال النائب في "تيار المستقبل" عمار حوري إنّه: "لو تم تطبيق مقررات الحوار السابقة لما تطورت الامور الى ما وصلت اليه خلال اليومين الماضيين"، مؤكدا ان "السلاح خارج المخيمات هو أحد هذه المقررات التي يجب تنفيذها". من جهته قال النائب في الكتلة عينها باسم الشاب إن "المشاكل في المخيمات الفلسطينية لها علاقة بالوضع السوري بهدف تخفيف الضغط عن النظام، مشيرا "الى ان مشكلة المخيمات ليست مشكلة أمنية بل سياسية". وأكد الشاب "أن معظم الفصائل الفلسطينية تتعامل بشكل جيد مع الدولة اللبنانية، ولكن معالجة هذه الأحداث يجب أن تحدث عبر تدخلات على مستوى أكبر من التي نشهدها". ووصل التأجيج الى ذروته ضد الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد ودخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط التهدئة وقال في تصريح صحافي له: "إن الحوادث التي شهدتها المخيمات الفلسطينية وما رافقها من استهداف للجيش اللبناني ليست بريئة، وهي تدعو الى القلق والتوجس وثمة مخاوف من جرّ المخيمات الى فتنة عبثية" محذرا من أي صدام يخطط له "بين المخيمات ومحيطها". وتطالب الفصائل الفلسطينية بأن يتم إلغاء التصاريح للدخول والخروج الى المخيمات.