أعلن آية الله جلال الدين طاهري عزوفه عن إمامة صلاة الجمعة في مدينة اصفهان، احتجاجاً على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها ايران. ودافع عن الشيخ حسين علي منتظري الخليفة المعزول للإمام الخميني، رافضاً استمرار فرض الإقامة الجبرية بحق منتظري. ويعتبر طاهري واحداً من أبرز ائمة الجمعة في ايران على مدى ثلاثين عاماً، وهو من الداعمين للتيار الإصلاحي الذي يقوده الرئيس محمد خاتمي. وجاءت مواقفه شديدة الانتقاد للمحافظين عندما هاجم سياستهم في "القضاء والمجلس الدستوري ومحكمة رجال الدين وتكبيل يد البرلمان الإصلاحي". وقال طاهري في رسالة موجهة الى الشعب الإيراني انه يعترض على "انتهاك الحرمة الشخصية للأفراد، وعملية تصفية الحسابات السياسية الخاصة، وعدم الالتزام بالقانون، ودور المؤسسات غير المدنية وقوى المافيا وتقييد عمل البرلمان، ووجود سلطات مطلقة، واقتصاد منهار، وفواصل طبقية قاتلة وضعف شديد في الإدارة، واعتقال المنتقدين والمعترضين، وقمع طلبة الجامعات وهتك حرمتهم داخل مبيتهم". وأحدثت هذه المواقف ضجة سياسية كبيرة في الساحة الداخلية الإيرانية وأعلن نواب مدينة اصفهان الخمسة في البرلمان دعمهم لطاهري. وأصدر النواب علي مزروعي وأحمد شيرزاد وناصر خالقي وعبدالرحمن تاج الدين وأكرم منصوري بياناً اعتبروا فيه هذا التنحي خطوة مؤلمة وينبغي ان تكون عبرة. وتزامنت استقالة طاهري مع اشتداد حدة الصراع بين القوى المحافظة والإصلاحية والتي بلغت ذروتها مع اعلان الحوزة الدينية في قم عدم وجود مشروعية دينية لمنظمة مجاهدي الثورة الإسلامية وهي احدى ابرز القوى الإصلاحية المتحالفة مع خاتمي. وجاء هذا الموقف بعدما دافعت المنظمة عن مواقف احد اعضاء قيادتها هاشم آغاجري التي هاجم فيها بعض رجال الدين، واتهمت الحوزة الدينية منظمة مجاهدي الثورة ب"العمل على الفصل بين الدين والسياسة والسعي الى إعطاء صورة تشاؤمية للجيل الجديد عن رجال الدين". وردت المنظمة بأن "دورها في الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني ودفاعها عن الحكومة الدينية في مواجهة الأفكار الماركسية والغربية، كلها تشهد على شخصيتها وعقيدتها". وأضافت انها "تعارض فقط الاستبداد الذي يتدثر بعباءة الدين، ويتخذه وسيلة لتبرير اعماله في محاصرة الحريات المشروعة والقانونية للشعب". جامعة طهران على صعيد آخر، عادت الأمور الى مجراها الطبيعي في جامعة طهران بعدما شهدت عصر اول من امس، تجمعاً احتجاجياً للطلاب تدخلت الشرطة لتفريقه في الذكرى السنوية الثالثة لأحداث الحي الجامعي واضطراباته عام 1999. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية ان مدينتي شيراز جنوبايران وأصفهان وسط شهدتا ايضاً تجمعاً طالبياً انفضّ من دون صدامات. وكانت وزارة الداخلية حجبت الترخيص عن اية تظاهرة طالبية والتزم قرار المنع اكبر القوى الإصلاحية في الجامعات، اي مكتب تعزيز الوحدة.