أصدرت محكمة همدان حكمًا بالاعدام على الكاتب الناشط الإصلاحي الإيراني هاشم آغاجري بتهمة توجيه الإهانة إلى المقدسات الإسلامية والأئمة، بحسب ما أكد ل"الحياة" المحامي صالح نقباخ الذي يتولّى الدفاع عن آغاجري. وأوضح أن "المحكمة أبلغت موكله بهذا الحكم، وهناك مهلة 20 يومًا للاستئناف من تاريخ إبلاغه، وسيستأنف الحكم". وينتمي آغاجري إلى منظمة "مجاهدي الثورة الإسلامية" أحد أبرز القوى الإصلاحية الداعمة للرئيس محمد خاتمي. وكانت المنظمة حذّرت منذ فترة من وجود توجّه في أوساط محكمة همدان إلى إصدار قرار بالاعدام ضد آغاجري، بعدما اعتقل إثر إلقائه كلمة في همدان غرب إيران في 19 حزيران يونيو الماضي، دعا فيها إلى التجديد في الفكر الإسلامي، ورأى أنه "لا ينبغي على المسلمين أن يتبعوا رجل الدين في شكل أعمى". وصدرت مواقف محافظة بعد ذلك تشبّه آغاجري بالكاتب سلمان رشدي الذي اعتبره الإمام الخميني مرتدًا وأصدر في عام 1989 فتوى بإهدار دمه بعد نشر كتابه "آيات شيطانية" الذي اعتُبر مسيئًا للإسلام. وأثارت قضية آغاجري أزمة ثقة حقيقية بين الإصلاحيين والمحافظين، وسط انقسام الجانبين حول تحديد الخطوط الحمر الواجب عدم تخطيها في مجال حرّية الرأي والفكر. ودافع الإصلاحيون عن آغاجري وأكدوا أنه لم يقصد الإساءة إلى الإسلام، خصوصًا أنه معروف بالتزامه، وكان أحد جرحى الحرب العراقية - الايرانية 1980-1988. وتعيش الساحة الايرانية في هذه الأيام بوادر تصعيد كبير في التجاذب الإصلاحي المحافظ بعد انطلاقة معركة تعديل قانون الانتخاب وبلورة صلاحيات رئيس الجمهورية، وهي معركة يهدف منها الاصلاحيون إلى دعم الاصلاحات بوسائل قانونية تحدّ من سيطرة المحافظين على مجرى الانتخابات. وكان الرئيس الايراني محمد خاتمي تمكّن من إيقاف أحكام قضائية ريثما تعيد النظر فيها هيئة قضائية عليا.