رفع مئة وسبعة وثمانون طالباً جامعياً ممن جرحوا في أعمال العنف الأخيرة، شكوى ضد قوى الأمن والشرطة إلى القضاء الإيراني، اعتبروا فيها استخدام العنف ضدهم تعدياً على حقوقهم الشخصية. وقد اعتبر المكتب الحقوقي في جامعة طهران هذه الشكوى نافذة من الوجهة القانونية. وجاءت هذه الشكوى في وقت أعلنت وفاة محمود خبازيان متأثراً بجروحه، إثر اصابته برصاصة في رأسه اثناء مروره أمام بوابة جامعة طهران بينما كانت الشرطة تطلق النار لتفريق التظاهرات الطلابية التي جرت أخيراً. من جهة أخرى، بعثت شخصيات سياسية تنتمي إلى "حركة نهضة الحرية" رسالة إلى الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي تتهمه فيها بالتقصير حيال الأزمة التي جرت بين الطلبة والحكومة. وطالب عزت الله سحابي وعلي أكبر معين فر وإبراهيم يزدي وحبيب الله بيمان الرئيس الإيراني بتنفيذ برامجه الاصلاحية ووضع حد لتصرفات قوى الأمن التي تريد، حسب الرسالة، وضع العصي في عجلة الاصلاحات. وجاءت هذه الرسالة بعد يوم من خطاب مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي أكد "دعمه المطلق" للرئيس خاتمي، الأمر الذي اعتبره الاصلاحيون موافقة غير مشروطة من قبل أعلى سلطة في البلاد على برامج الرئيس الاصلاحية، في وقت اعتبر المحافظون الخطاب من منبر صلاة الجمعية تأييداً جديداً للقوى الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية. من جهة أخرى أ ف ب، ذكرت صحف طهران أمس ان أحد أئمة الصلاة في أصفهان وسط إيران تعرض للضرب أول من أمس خلال صلاة الجمعة، غداة اعتداء على الحوزة العلمية الرئيسية في هذه المدينة. فقد هاجم رجل في الثامنة والعشرين إمام الصلاة حجة الإسلام علي غازي أشقر خلال صلاة الجمعة وضربه مرتين بينما كان يؤم المصلين. وتمكن المصلون على الفور من إلقاء القبض على المعتدي وسلموه إلى السلطات، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية التي أوضحت ان الإمام "في حال جيدة". ونقلت الوكالة عن مسؤول محلي في أصفهان قوله إن المعتدي "مختل عقلياً" فقد السيطرة على نفسه. وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ان "لا دافع سياسياً وراء هذا العمل". وشهدت محافظة أصفهان، ولا سيما مدينة نجف آباد مسقط رأس الإمام حسين علي منتظري الخليفة المعين السابق للإمام الخميني، تظاهرات وهجمات في الأشهر الأخيرة على شخصيات دينية تميل إلى التيارين المعتدل والاصلاحي القريبين من الرئيس سيد محمد خاتمي، مثل الإمام جلال الدين ظاهري إمام الصلاة الرئيسي في اصفهان. ويعيش خليفة آية الله الخميني السابق الذي عزل في 1989 قبيل وفاة مؤسس النظام الإسلامي، تحت مراقبة الشرطة في مدينة قم الواقعة على بعد 125 كلم جنوبطهران. ويدين منتظري بشكل منتظم سيطرة المحافظين على مقاليد السلطة في إيران.