نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل وساطته بين الهندوباكستان مجدداً التأكيد أن الجانبين "أعطيا إشارات إيجابية". وفيما جددت نيودلهي تصعيد لهجتها، واستخدمت قوات البلدين سلاح المدرعات للمرة الاولى، تسارعت التحركات الدولية لنزع فتيل الأزمة ودخلت واشنطن على خط المساعي بإيفاد مساعد وزير الخارجية الاميركي الى البلدين، فيما يستعد وزير الدفاع دونالد رامسفيلد للتوجه الى المنطقة. قال الرئيس الروسي لدى استقباله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس إن جمع رئيس الوزراء الهندي آتال بيهاري فاجبايي والرئيس الباكستاني برويز مشرف على هامش قمة ألما آتا "لم يكن من أهدافنا"، وكشف أن عدداً من القادة الغربيين "طلب ألا نفعل ذلك". وكرر أن كلاً من الزعيمين الهنديوالباكستاني "أعطى إشارات إيجابية مشجعة" ومنها توقيعهما وثائق قمة ألما آتا التي تتضمن نصوصاً تقضي بتسوية النزاعات من دون اللجوء الى القوة. وأكد أن مشرف وفاجبايي لمّحا الى استعدادهما لعقد "لقاءات يفهمها كل منهما على طريقته". ومن جهته اعتبر أنان أن وسائل الإعلام التي تحدثت عن إخفاق مساعي بوتين "لم تقدم تقويماً صحيحاً". وأضاف أن الصحافة تحدثت عن أن الرئيس الروسي لم يتسن له إحلال السلام "في حين أن في الواقع لم تتمكن الهندوباكستان من انتهاز الفرصة المتاحة"، وقال إن زعيمي الهندوباكستان أضاعا فرصة إقرار السلام في إشارة ضمنية الى فشل المساعي الروسية. وكان مشرف دعا قبيل مغادرته ألما آتا الى مفاوضات لتحقيق السلام واقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح وتوقيع معاهدة عدم اعتداء وتقليص القوات المسلحة لكل من الهندوباكستان. واعتبر أن "مجرد التفكير" باستخدام السلاح النووي يوحي ب"انعدام المسؤولية". وجدد الجانب الهندي شروطه للتفاوض وفي مقدمها "وقف الإرهاب" الحدودي. ورأى رئيس الوزراء الهندي في مؤتمر صحافي أمس أن الجو "ليس ملائمًا بعد" لاجراء محادثات سلام حول كشمير، وشدد على وجهة نظر بلاده بأن "كل المشكلات بين البلدين يمكن أن تحل ثنائياً". وأشار الى تقارير تتحدث عن وجود نحو ثلاثة آلاف من الناشطين المسلمين "في معسكرات إرهابية" على الحدود ينتظرون للتسلل الى الهند، مطالباً إسلام آباد بأن تحول وعودها بقمع هؤلاء الى أفعال. واقترح فاجبايي تسيير دوريات مشتركة على طول الحدود المشتركة بين البلدين في كشمير للتأكد من منع عمليات التسلل. وأبدت باكستان استعدادها للتفاوض "حول طاولة" في شأن الاقتراح. وتسارعت أمس التحركات الدولية لمعالجة الأزمة، ودخلت واشنطن على خط المساعي. وفيما أعلن وزير الخارجية كولن باول أن المواجهة ليست "حتمية"، أوفدت الادارة الاميركية مساعده ريتشارد أرميتاج الى المنطقة لزيارة كل من باكستانوالهند. كما من المقرر أن يزور المنطقة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي وصل الى لندن للبحث مع المسؤولين البريطانيين في الازمة. وستبحث الوساطات الدولية لتسوية النزاع في لقاء يعقده بوتين والرئيس الصيني جيانغ زيمين في سان بطرسبورغ على هامش قمة الدول المشاركة في منظمة شنغهاي للتعاون. ميدانياً، تبادلت القوات الهنديةوالباكستانية القصف المكثف أمس عبر الحدود ما دفع سكان المناطق المجاورة الى الفرار من منازلهم. واستخدمت في مواجهات أمس عربات مدرعة، وهي المرة الأولى تستخدم فيها مثل هذه المركبات منذ بدء المواجهة. وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الباكستانية أن إدارة الدفاع المدني تنظم هذا الاسبوع تدريبات على مواجهة الغارات الجوية في إقليم البنجاب. وكلفت إدارة الاشغال العامة حفر مخابئ تحت الارض لحماية السكان.